{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [الإسراء: 9]
من مبادئ العرب في الجاهلية أن الحرة فيهم لا تزني، ولا تأكل بفرجها، وكانت للعاهرات بيوت لها رايات تميزها، وأكثر من يمارس مهنة الفاحشة هن الإماء ليتكسب أسيادهنّ، فأرسل الله سيدنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء بالشريعة الخاتمة الكاملة التامة، فأعاد للإنسان قيمته وكرامته وأعطى كل ذي حق حقه، وكان مما حرص عليه الإسلام من التشريعات: بيان الأحكام التي تحرر الإماء والعبيد [ككفارات الحلف والظهار والقتل وغير ذلك]، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى العبيد والإماء والأسرى، وعقد أهل العلم أبواباً تبين أحكام العبيد والإماء حفاظاً على حقوقهم وكرامتهم، مع التأكيد على فضل وثواب من يعتق عبداً أو أمة، وهكذا سعى الإسلام للتخفيف من هذا الأمر بل لإلغاء هذه الظاهرة في العالم كله إذ كانت عُرفاً عالمياً بَدَأ من أوربا (روما) ثم انتشر إلى باقي بلدان العالم ومنهم عند العرب قبل الإسلام من أثر الحروب.
ولكن تجارة العبيد ما تزال أهم التجارات الأوربية (وخاصة البرتغال) والأمريكية، فاستمرت عندهم عن طريق الخطف والاحتلال.
ولكن هذه الظاهرة اندثرت بفضل الله تعالى في بلاد المسلمين، وصارت تاريخا نقرأه ولم نعشه، وكنا عندما نقرأ الفقه ونأتي على باب الإماء والعبيد نتركه فلا حاجة لنا به اليوم، حتى ظهر فكران متناقضان اتفقا تماما على إعادة هذا الأمر بأبشع صوره وأفظع طريقة باسم الإسلام وكأن الإسلام هو الذي أنشأه:
أحدهما: داعش: التي نشأت مدعية إقامة خلافة على منهاج النبوة، فجعلت من بين مفاخرها سبي النساء وافتتاح سوق النخاسة بأسلوب همجي وقح يدل على فظاظة وجفاء تخالف الشريعة، وكل ذلك تحت راية الإسلام، فقدموا الإسلام كما رسمه المستشرقون تماماً .
الثاني: التنويريون (المتحررون الشحارير!!): وأبرزهم اليوم المهندس محمد شحرور وأتباعه، هذا الرجل يعيد لنا مجتمع الإماء والعبيد بصورة مختلفة، أبشع من صورة إماء الجاهلية، وأوسع من عدد إماء داعش بل أخطر من فعل داعش، ذلك لأن الشحرور يعتبر كل امرأة ترضى بأن تسكن وتنام مع رجل (أجنبي) غريب عنها (ليس زوجاً لها) هي حلال وتدخل في (ما ملكت أيمانكم)، وكل رجل ينام مع امرأة بطلب منها بالتراضي فهو (ملك يمين لها)، وأن هذا _ عنده وفق قراءته التنويرية المعاصرة للقرآن _ حلال .
ويزعم الشحرور التنويري أن هذا هو العرف والقانون، وبذلك فالشحرور يريد أن يفتح لنساء المسلمين ممارسة (الفاحشة) ليدخلن في وصف (ما ملكت أيمانكم)، وليت الأمر اقتصر على هذا، بل ابتدع اسم "ملك اليمين" للرجال أيضاً إذا طلبته امرأة ووافق هو على مساكنتها (أي السكن والنوم معها) وبذلك يكون الشحرور: سهّل انتشار الفاحشة في المجتمع كله رجالا ونساءً، وأحيا ملك اليمين وحول المجتمع إلى (ملك اليمين) برجاله ونسائه، وهذا ما لم تفعله داعش ولا غيرها.
فكيف لو ضممت لذلك قوله بأن عورة المرأة (ما بين رجليها والشق الذي في صدرها وتحت إبطيها فقط!!! وما سوى ذلك يجوز إظهاره).
إن قناعتي اليوم عن القراءة الشحرورية المعاصرة أنها ليست فقط لإعادة فكر ماركسي بثوب جديد ليقود الشباب إلى الإلحاد، بل هي أكثر من ذلك، إنها دعوة لفوضى الفكر والإباحية وتشويه الإسلام عقيدة وشريعة، ولقتل العقل والعلم والقيم والأخلاق، مستخدما لذلك القرآن الكريم راية، وإنكار السنة النبوية والإجماع، واتهام علماء الأمة من الصحابة إلى وقتنا الحالي بالكذب والخداع وأنه هو الوحيد الذي كشف هذا.
أترككم الآن لسماع هذه المصيبة من الشحرور في الرابط هـــنــا
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين