قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ [الأعراف: 123].
وقال تعالى في سورة طه، وفي سورة الشعراء:﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ [الشعراء: 49].
سؤال:
لماذا قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ وقال في سورتي طه، والشعراء: ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ﴾؟.
الجواب:
إن معنى: ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ أي بالله تعالى.
و: ﴿آمَنْتُمْ لَهُ﴾ أي: لموسى عليه السلام، والمعنى: صدّقتم وأقررتم له، والسياق يوضح ذلك.
قال تعالى في سورة الأعراف:﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا﴾ [الأعراف: 121-123].
وقال سبحانه في سورة طه: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ [طه: 70-71]، فقوله: ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ [طه: 71] يعني موسى عليه السلام.
وقال سبحانه في سورة الشعراء: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ [الشعراء: 47-49]، وهو نحو ما مر في سورة طه.
وإذا رأيت الإيمان معدى باللام فاعلم أنه لغير الله فإنه لا يعديه مع الله إلا بالباء نحو قوله: ﴿حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4]، وقوله تعالى: ﴿آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 121].
وفي القرآن الكريم عدى (آمن) باللام مع الأشخاص غالباً، وذلك نحو قوله: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ [البقرة: 55]، وقوله تعالى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ﴾ [التوبة: 94]، وقوله سبحانه: ﴿وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 61].
وربما استعمله مع غير الأشخاص نادراً وذلك نحو قوله: ﴿وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [الإسراء: 93].
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين