سؤال وجواب.. من تفسير وتفهيم الكتاب ((3))

سورة البقرة (1)

بين يدي السورة:

نزولها، تسميتها، فضائلها: (الشفاعة، التحصين، فيها أعظم آية)، مقاصدها العامة: (أصول العقيدة، تاريخ اليهود واعتقادهم).

مدنية، عدد آيها مائتان وست وثمانون(1)

س1 متى أُنزِلت سورة البقرة؟

ج1 أُنزِلت السورة في أواخر السنة الأولى من الهجرة(2).

س2 لماذا سُمِّيَت سورة البقرة بهذا الاسم؟

ج2 سُمِّيت السّورة بهذا الاسم لأنّها انفردت بذكر حادثةِ قتلٍ وقعت في بني إسرائيل على عهد سيّدنا موسى عليه السلام، وكان للبقرة شأنٌ عجيبٌ في هذه الحادثة، إذ جعلها اللّه سبحانه وتعالى، سببًا لمعرفة القاتل(3)، نظراً لِتَعَنُّتِ اليهود وكثرة أسئلتهم غير المعقولة في شأن هذه البقرة، وكذلك في أمور كثيرة، وقد ذم الله تعالى بني إسرائيل في هذه السورة فقط من الآية 40_123 وذكر أنه معتدون في السلم والحرب إلا قليلاً منهم.

س3 ما أهمّ فضائل سورة البقرة؟

ج3

1. تشفع للعبد يوم القيامة وتقي من السّحر: عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «... اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» (4).

• غَيايتان: غمامتان، والغَيايَة كلّ شيء أظلّ الإنسان فوق رأسه كالسّحابة.

• فِرْقان: الفِرْق هو القطيع والجماعة.

• صوافّ: جمع صافّة وهي الطيور التي تبسط أجنحتها في الهواء.

• تُحاجّان: تدافعان.

• البَطَلَة: السّحَرة.

2. طارِدةٌ للشّياطين من البيوت: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»(5).

3. فيها آية الكرسيِّ وهي أعظم آيِ القرآن، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ»(6).

س4 ما المقاصد العامة لسورة البقرة؟(7)

ج4

1. بيان أصول العقيدة الإسلامية، وذكر أدلة التوحيد.

2. بيان تاريخ اليهود الأسود الطويل مع الأنبياء، ومناقشتهم في عقيدتهم.

3. بيان بعضٍ من الأحكام التشريعية للمسلمين، مثل أركان الإسلام وما تفرع عنها.

هوامش:

(1) مدنية في قول الجميع، إلا آية منها وهي قوله سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِﱠ﴾ فإنها نزلت يوم النحر في حجة الوداع بمِنى. البيان في عد آي القرآن: ص140، تفسير الماوردي: 1/63.

(2) التحرير والتنوير لابن عاشور: 1/201.

(3) المرجع السابق.

(4) صحيح مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، ص314، رقم: 804.

(5) صحيح مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته، ص307، رقم: 780.

(6) نفسه، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، ص316، رقم: 810.

(7) أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن لشحاتة: ص13.

بقلم: د. خالد حسن هنداوي