لقاء رائع مع المفكر العالم أستاذنا الدكتور عدنان زرزور

لقاء رائع مع المفكر العالم أستاذنا الدكتور عدنان زرزور

التصنيف: ركن العلماء والمناشط الإسلامية
الاثنين، 19 ربيع الآخر 1446 هـ - 21 أكتوبر 2024
299

حين غادرت سورية موطني الأول مهجرا مهاجر منتصف عام 1980 صحبت معي ثلاثة كتب وهي :

1 - السيرة الحلبية -إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون- صلى الله عليه وسلم، لمؤلفها العلامة نور الدين علي الحلبي-رحمه الله- المتوفى عام 1044 هجري
2 - العقائد الإسلامية لمؤلفه سيد سابق- رحمه الله-المتوفى عام 1420 هجري 2000 ميلادية
3 - وكتاب: مقالة في المعرفة لمؤلفها أستاذنا الدكتور عدنان زرزور


كنت من قراء المجلة الرائعة حضارة الإسلام التي أسسها الدكتور الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله إلى أن أغلقها حافظ أسد ...
وكان من أهم كتابها في السبعينيات الدكتور أديب الصالح رحمه الله والدكتور عدنان زرزور والأستاذ عمر عبيد حسنة وغيرهم ..
من هنا تعرفت على أستاذنا الدكتور عدنان زرزور، وحين تشرفت بالالتحاق بكلية الشريعة في جامعة دمشق في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين وكانت تضم أعلاما أجلاء نشرف بالتلقي عنهم وكان منهم الدكتور عدنان زرزور درست عليه مادتي : نظام الإسلام، حاضر العام الإسلامي.
قليلون هم أساتذة الجامعات والعلماء الذي يمكن أن يطلق عليهم لقب مفكر.


الدكتور عدنان واحد من هؤلاء
فمحاضراته لا كالمحاضرات، إنها محاضرة الفكر والعقل والوعي الناقد وقدح الأذهان وإثارة الأفكار والتساؤلات الكبرى والدقيقة والتفكير المنهجي الحر ورصد الواقع بتحدياته ومسؤلياته مع استشراف بصير للمستقبل .
ومن أعظم المزايا التي يتحلى بها أنه المفكر العالم والعالم المفكر الدكتور عدنان زرزور مع دماثة خلق وسطوع بيان وعمق نظر واستكناه عميق للحقائق وتجليتها مع حسن توظيفها فكريا وبنائيا وواقعيا وهو متدفق البيان العذب في محاضراته، وحديثه تسابق فيه أفكاره جمله..
امس الجمعة 8/ ربيع الآخر/1445 الموافق11/أكتوبر-تشرين الأول-2024 تشرفت مع ثلة كريمة بحضور لقاء ومحاضرة لأستاذنا الدكتور عدنان زرزور والذي نظمه الأستاذ عمر فاروق قورقماز رئيس وقف إسطنبول للتعليم والبحوث والتضامن، وكان اللقاء فوق الرائع والمحاضرة أوقدت الأذهان وجلت المواقف وأثارت في الأسئلة الكثيرة ...
ومن المفيد هنا أن ننوه برجال أفاد من صحبتهم الدكتور عدنان وكان لهم أثر بالغ في سعة أفقه ووعيه المتقدم ومنهم الدكتور الشيخ مصطفى السباعي وفي مصر صحب العلامة محمد أبو زهرة وحضر المجلس الأسبوعي للمفكر الكبير ولأديب الجليل الأستاذ عباس محمود العقاد وصحب العلامة البحاثة المدقق الأستاذ محمود شاكر رحمهم الله...وهؤلاء جميعا من أفرد الامة الكبار ونجومها الساطعة الذين يفاخر بهم الزمن ،ولهم بصماتهم التي خلدها الزمن ..
ولا ريب أن الدكتور عدنان زرزور أفاد منهم جميعا فوائد متنوعة متكاملة كيف لا وهم نوابغ زمننا ،مع ما وهبه الله من حدة ذكاء وجرأة وحرية فكر ،،
وكل ذلك جعله أحد أساتذتي المميزين في حياتنا جميعا.

واسمحوا لي أن أعرض لكم موجزا عما تحدث عنه ...
من استشرافه للمستقبل في الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين بالنسبة للإسلام ودعوته سيكون إيجابيا وكذلك لأحوال المسلمين رغم قسوة الظروف العاصفة التي نمر بها الآن
وتناول بالتفصيل التأثير اليهودي في الحضارة الغربية وهنا أثرت له أيضا عمق التأثير الوثني في حضارة الغرب.
ويرى الدكتور عدنان أن الدين يولد الثقافة والثقافة تنشئ الحضارة..
لذا لابد دوما في موضوع الحضارات البحث عن الثقافة التي أنتجت الحضارة، وأكد أن الحضارة الإسلامية بالبرهان هي حضارة إنسانية بامتياز أما حضارة الغرب فهي حضارة استعمارية لأنها قامت على العنصرية وكل ما في العالم يؤكد هذا من حولنا.
ويرى أن الرأسمالية والاشتراكية هما منتجان للحضارة الغربية ونبه إلى أن الاشتراكية هي مذهب اقتصادي عملوا لجعله مذهبا اجتماعيا والفيلسوف نيتشه يرى أن الاشتراكية هي البنت غير الشرعية للمسيحية.
ويرى أن القومية العربية هي جسر عبرت عليه الاشتراكية الوجودية وجذور الفكر القومي الوجودي، وهنا تناولنا موضوع ساطع الحصري والذي كتب عنه الدكتور عدنان وكتبت عنه كتاب الفكر القومي عند ساطع الحصري.
يرى الدكتور عدنان أن الثقافة الإسلامية صنعت التاريخ اما ثقافة الغرب فقد صنعها التاريخ .... وهذا وقفة تحليلية مهمة.
ومن استشرافه للمستقبل أنه عندما يتولد الجيل الإسلامي جيل الصحوة القادمة سيعرف منزلتنا في التاريخ أي منزلة الإسلام والمسلمين..
وتناول متعه الله بالعافية موضوع كتب تاريخنا الإسلامي وأنها تؤرخ للسنوات وما وقع فيها وبعض الأحداث وللأعلام الذين توفوا في كل عام ..وهذا لا يقدم نظرة تاريخية متكاملة لإسلامنا ولأمتنا..
هنا ذكرت له أن الأستاذ ساطع الحصري عندما تناول موضوع التاريخ باعتباره أسا للقوية مع اللغة وجه نقدا محقا لمراجع تاريخنا الإسلامي باعتبار أنها ليست من الصناعة التاريخية في شيء ولذا نعجز بهذه النمطية في الكتابة التاريخية أن نقدم تاريخنا الذي ينبغي أن يقدم لأجيالنا وللعالم وفق الكتابة التاريخية المؤصلة الكلية المتكاملة كما هو الشأن في التأريخ الأوربي..
وأثنى الدكتور عدنان هنا على هذا الموقف للمفكر ساطع الحصري ودعا الدكتور الى أن ينهض النبهاء من أمتنا لكتابة تاريخنا الكلي المتكامل ل الفردي المتباعد المقطع الأوصال.
لقد انتعشت جدا بلقاء أستاذنا الدكتور عدنان متعه الله بالعافية وهو في هذه الأيام يصدر أعماله الكاملة في 14 مجلدا في مجموعتين
الأولى :في علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
والثانية :في الأعلام والعقيدة والثقافة المعاصرة.
وقد تشرفت بإهدائي بعض مؤلفاته.


تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

مقالات ذات صلة

بيان مؤتمر العلماء الأول بدمشق - تاريخ 11-13 رجب 1357هـ
السبت، 29 ربيع الأول 1434 هـ - 9 فيفري 2013بيان مؤتمر العلماء الأول بدمشق - تاريخ 11-13 رجب 1357هـ
  الفكرة العامة الموجبة للمؤتمر        لما كان ...
ما أشبه الليلة بالبارحة - كلمة رابطة علماء سورية
الأربعاء، 12 شوال 1430 هـ - 30 سبتمبر 2009ما أشبه الليلة بالبارحة - كلمة رابطة علماء سورية
ما أشبه الليلة بالبارحة        كان بيان رابطة علماء بلاد ال...
تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية للأستاذ عبد الله مسعود - صدور كتاب جديد عن رمضان
الأربعاء، 12 شوال 1430 هـ - 30 سبتمبر 2009تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية للأستاذ عبد الله مسعود - صدور كتاب جديد عن رمضان
تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية صدور كتاب جديد عن رمضان للأستاذ عبد الله مسعود. يقدم الأست...