الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين وإمام المتقين
وعلى آله وصحبه ومن سار على سنته الى يوم الدين أما بعد :
فمن
غريب موافقات القدر أن يكون حادث استشهاد الحسين رضي الله عنه الذي ضرب مثلا رائعا
لقصة الشهادة العظمى دفاعا عن الحق ورفضا للظلم في ولاية يزيد بن معاوية وكان ذلك
في اليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون
وملئه .
فبعد
أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة وجد اليهود
يصومون هذا اليوم (عاشوراء) احتفالا وشكرا لله بنجاة موسى ومن معه (كما ثبت عند
أهل السنة في الصحيحين وغيرهما) وقال عليه الصلاة السلام: (نحن أحق بصيامه منهم)
فصامه وبيّن فضل صيامه، وأمر بصيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود .
وقد
حاول الشيعة عبر القرون الماضية إلى حرف هذه المناسبة لنجاة موسي وبني إسرائيل
وانتحالها إلى مناسبة استشهاد الحسين رضي الله عنه فحسب .
ويزعمون
زورا وبهتانا أن فرح المسلمين السنة بهذا اليوم وصيامه جاء بمناسبة مقتل الحسن رضي
الله عنه..
وهم
يعتبرون من بداية شهر محرم موسم حزن وتطريب ولطم وخروج في مظاهرات صاخبة وهم
يرفعون الرايات والأعلام وقد خطَّ عليها يا حسين يا حسين …
ولا شك أن الفرح
باستشهاده الحسين رضي الله عنه يعد نفاقا ونقضا لاتباع المسلم لرسوله الله صلى
الله عليه وسلم لأن بغض آل البيت والفرح بمصرعهم كفر .
فهو
سبط رسول الله وريحانته من الدنيا، ومن آل بيته الأطهار، وكانت وصية رسول الله
الأخيرة للمسلمين بعد موته خيرا بأهل بيته .
وقد
استغلَّ الشيعة ذلك بسرديَّة يتناقلونها بهتانا وزورا بأن فرح المسلمين السنة بهذا
اليوم وصيامه كان فرحا باستشهاد الحسين رضى الله عنه مع أن أهل السنة والجماعة
أكثر الناس حزنا وألما على حادثة استشهاده رضي الله عنه، ويلعنون إلى يوم القيامة
من قتله أو تعاون على قتله أو تسبب فيه..
فكيف
يتأتى للشيعة المفترين قاتلهم الله اتهام أهل السنة والجماعة بالسرور وصيام هذا
اليوم فرحا بمقتل الحسين رضي الله عنه وهو من أحب الناس إليهم وتقديرا لفضله
ومقامه سوى زرع الأحقاد والبغضاء والضغينة وشحن النفوس بالحقد والكراهية بين
المسلمين .والله
المستعان.
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين