فإنِّ الإسلامَ الذي تنزَّل من عند الله تعالى وحْيَاً على قلب الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تتغير صفته بالتقادم وطول العهد، مهما حاول أشقياء الغرب من يهود وصهاينة أن يتلاعبوا بهويته أو يعملوا على تفكيك جوهره ومادَّته، ومهما أغروا بذلك شبابا من أبناء أمتنا لتبني تلك الأفكار الشاذة الهدَّامة التي تُطبخُ في مَطابخ الغربِ الفكرية.
ومِن ثَمَّ يتمُّ تصديرها إلينا عن طريق المستعدِّين لتلقفها من بعض أبناء جلدتنا المتكلمين بألسنتنا وذلك على طريقة الوجبات السريعة الجاهزة، سواء وقع ذلك منهم استذلالاً لأنفسهم أو انبهاراً بعروض عدوهم، أي: سواء صدر المنكر الفكري الهدَّام هذا عن قصد وسوء نية، أو اندفع إليه صاحبه بباعث الانبهار الذي يحيط بالفكرة المصدرة لاسيما إذا ما أوحت إلى صاحبها بأنه أتى بما لم تستطعه الأوائل!
إنَّ الشيءَ الذي يقضُّ مضاجعَ الغربِ ودوائرَ القرارِ فيه أنَّهُ في كل جولة يتمُّ من خلالها رمي العالم الإسلامي بتلك السموم ينتفض ورثة الأنبياء المرابطون على ثغور الإسلام يردُّون على شبهات الفساد بقذائف الحقِّ التي تنزِلُ على الباطل نُزول الصَّاعقة فتدمغه، وتجلي حقائق الإسلام أمامَ الناشئة لتتلقى الإسلام من جديد غضَّاً كما أُنِزل.
وإذا كنت واحداً من طلاب العلم، لم أبلغ شأو رجالاتها الكبار فإنه يكفيني شرف الانتساب إليهم، والجلوس على مقاعد الدرس لعشرات السنين لديهم.
وإذا كان صاحب المقال الذي نحن بصدد الردِّ عليه قد كتب ارتجالياً دون أن يعرضه على أحد من علماء الأمة وحراس العقيدة فيها؛ فإني قد عرضت بضاعتي على رجال من كبار أهل العلم في المدينة المنورة فكان الترحيب حليفي والإجماع في جانبي.
خلاصة ما جاء في مقال "ص. ع" العضو في إحدى منظمات المجتمع المدني السورية الناشطة خارج الأرض السورية:
1- رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُويع في المدينة المنورة بالأغلبية بوصفه حاكماً مدنياً لا بوصفه رسول الله!! أي –حسب زعمه_بُويع بعقد اجتماعي في زمن لم يكن فيه المسلمون أغلبية!!
2- لم يقل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حسب ادعاء الكاتب_سأطبق عليكم كتاب الله، أو القرآن دستورنا، أو الإسلام هو الحل على غرار ما تنادي به جماعات إسلامية من نحو جماعة الإخوان المسلمين!!
3- محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أقام أول دولة علمانية مدنية في العالم!
واختار لها الصحيفة حيث زعم أنه صاغها كتبة مدنيون بعيداً عن الإسلام والقرآن!!
4- ادعى الكاتبُ أنَّ الإسلامَ لم يُطبق في المدينة المنورة بسبب وجود ملحدين ونصارى ويهود؛ ولأنَّ الصنفين الأخيرين اختصا بشرائع خاصة!.
وقد استدل على دعواه بقوله تعالى في سورة المائدة: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 48]
5- وأخيراً يتألَّم صاحبُ المقالِ لأنَّ المسلمينَ لم يتأسّوا برسول اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا بصحيفته وذلك منذ أن توفاه الله عز وجل حتى اليوم!!.
أقول في الرد والتوضيح والتبيان:
إنني أولاً أكتب ما أكتبُ في هذا البحث انتصاراً لله والرسول والإسلام، وعلى ضوء البحث العلمي المجرد، وأيضاً من مسجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بعد خطوات من المواجهة المشرِّفة، ثم قمت بتنقيحه في المسجد الحرام وعيناي تنظران إلى الكعبة المشرِّفة، و كل ذلك بقصد أن يشهدَ اللهُ ورسولُه على ما أُصنِّف وأدوِّن، ثم ليشهد من وراء ذلك عامة المؤمنين وفي مقدمتهم الغيورون والعلماء العاملون.
بناء على ما سبق التمهيد إليه أقول وبالله التوفيق:
إنَّني لم أُصادف في حياتي تخبُّطاً وتناقُضاً وفسَاداً وجهلاً كما صادفت في هذا المقال!
كما لم تقع عيني على افتراء على الله تعالى، وبهتان على خاتم رسل الله محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وطعن في صحابته الكرام، وتشويه لصورة العهد النبوي الناصعة وصورة التاريخ الإسلامي المشرقة كما تلمَّستُه في هذا المقال، من خلال محاولة كاتِبِه اليائسةِ لإقصائنا عن إسلامنا الذي تنزَّل وحياً من عند الله تعالى إلى إسلام آخر لم يعرفه السَّلف الصَّالح ولا أحد من المسلمين بعد أن قام صاحب المقال بتفصيل إسلام آخر وفق القياسات الغربية بهدف القيام بغزوة فكرية جديدة تستهدف التاريخ والمنهج والعقيدة لكن بثوب إسلامي هذه المرة كي لا تُحدِثَ الهجمةُ عند العامَّة ضجةً فتنال بذلك القبول لدى السذج منهم وتحقق الأهداف المرجوة منها!!.
إنَّ الرَّد على هذا الكلام المخيف لا يغني فيه الاختصار، لكن لما كان الناس قد تعودوا القراءة الصحفية والفيسبوكية السريعة فقد أعددت مقالين:
الأول منهما: هو هذا الذي بين أيديكم الآن، والآخر: يُعد أصلاً تفصيليَّاً له سَيُنشَر بإذنه تعالى على هيئة كُتَيِّبٍ صغير نافع؛ لتحصين الناشئة من هذه الأفكار المشبوهة الوافدة.
إنني في هذه العجالة السَّريعة المختزلة لا يَسعني إلا أن أقتضب الكلام اقتضاباً مراعاة للحال وأقول:
النقطة الأولى: إنَّ ذاكَ المقالَ جاءَ جملةً وتفصيلاً تكذيباً لله عز وجل في قوله تعالى: { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [سُورَةُ الأَعْرَافِ: 54]
إنَّ الخالقَ للإنسان هو وحده العالم بمصلحته وأسباب سعادته، و لا يمكن أن يكون المخلوق على علم بذلك والعالم به جاهل، تعالى الله عما يقول الجاهلون علوّاً كبيراً؛ وفي هذا يقول الباري سبحانه في محكم التنزيل: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا }[ سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 50 ]
فسمَّى الحكمَ الوضعي العَلماني الذي يُقصي شرع الله حكم الجاهلية، وبهذا يتبيَّنُ لنا أنَّ النِّظام العلماني المستند إلى أهواء البشر هو نظامٌ جاهلي، وأنَّ منه ما هو قبل الإسلام في زمانه، ومنه ما هو متأخِّرٌ عنه، ومنه ما ينتسب إلى جاهلية القرن العشرين، وآخره في زماننا المعاصر ما ينتسب إلى جاهلية القرن الحادي و العشرين ، وأنّه كان دائماً ولا يزال النَّقيض لشرائع السماء، ومن ذلك شرائع اليهود الوضعية التي انحرفوا فيها عن شريعة التوراة والزبور التي عمل بها داوود وسليمان عليهما السلام.
النقطة الثانية: أنَّهُ افتئات على رسول اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد أن خاطبه الله تعالى بقوله:{ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ } فالنبيُّ-عليه الصَّلاة السلام- مأمور بأن يحكم بما أَنزل الله، وكاتبنا يقولُ: لم يحكم.. بينما عشرات الآيات تتحدث عن الأمر بحكم الله أو تفصيلات حكم الله، فهل أعرض عن أمر الله ؟؟حاشاه!
النقطة الثالثة: بيعةُ العقبة الأولى والثانية كانت تمهيداً لبيعة الحكم الإسلامي في المدينة المنورة ومقدمة له، وهما بيعتان إسلاميتان بامتياز، وبيعتان سياسيتان بامتياز؛ لأنَّ الثانية منهما تضمنت ما عُرف آنذاك بالنُّقباء، أي الكُفلاء حيث كان تسعة منهم من الخزرج وثلاثة من الأوس، وقد قال لهم رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( إِنَّكُمْ كُفَلَاءُ عَلَى قَوْمِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَنَا كَفِيلُ قَوْمِي، قَالُوا: نَعَمْ)) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 /602)
إن البيعة التي كانت على الدخول في الإسلام لم تبق
في إطار العقيدة بالمعنى الذي يفهمه الكاتب لكنها تعدته إلى إطار الحكم الإسلامي في المدينة؛ مما يثبت أنَّ بيعة المدينة قامت على خلفية أنه رسول الله-على نحو ما سيأتي بيانه- لهذا لم يكتف الإسلام منهم بالمبايعة على الدخول فيه.. على غرار البيعة الأولى لكنه تعدى ذلك إلى الإطار السياسي فجاء اختيار النقباء ثم جاءت أرضية كفالتهم لقومهم، وبناء على هذا جرى حدثان هامَّان يُثبِتان أنَّ مبايعةَ المدينة لاحقاً استندَت إلى حقيقة أنَّ محمداً هو رسول الله:
الحدث السياسي الأول: قولُ أبي الْهَيْثَم بن التيهَان:
يا رسول الله:" يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَيْننَا وَبَينَ الْقَوْم - يَعْنِي الْيَهُود - حِبَالًا أي: عهوداً- وَإِنَّا قَاطِعُوهَا فَهَل عَسَيْتَ إِنْ نَحنُ فعلنَا ذَلِكَ، ثُمَّ أظهَركَ اللهُ أَنْ ترجع إِلَى قَوْمك وَتَدعنَا ؟ " (مسند الإمام أحمد بن حنبل 25/ 93 بإسناد صحيح)
إنَّني لا أجدُ نصَّاً صريحاً في أنَّ بيعة المدينة لرسولنا كانت على أرضية أنَّهُ رسول الله أبلغ من هذا النص؛ لأنَّ بيعة إسلامهم تضمنت قطع العهود التي كانت مبرمة مع اليهود، مما يثبت أنَّ بيعة العقبة الثانية كانت سياسية وكانت البيعة الحقيقية للحكم الإسلامي في المدينة المنورة، أما الشيءُ الآخر الذي يرد على مزاعم الكاتب الجوفاء؛ فهو الرَّبط بين البيعة وإظهار الرسالة مما يؤكد بالدليل القاطع أنَّ مبايعةَ رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-كانت فقط لأنه رسول الله؛ لأنَّ ابن التيهان أخذ يتساءل: نحن ننصرك اليوم وقد خذلك قومك فإذا ما ناصرناك حتى أظهرك الله أي:أظهر دينك.. فهل ستتركنا وتمضي إلى الذين سيلتفون حولك من قومك من جديد بعد أن تصبح السيد المطاع بنا ؟
وهنا يأتي جواب النبوة: (( بَلِ الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ أَنَا مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ))، إذن هم بايعوه لأجل إعلاء كلمة الله وإقامة حكم الله ولهذا السبب قطعوا منذ تلك اللحظة
عهوداً كانوا قد أبرموها سابقا مع اليهود.
أما الحدث الثاني: فهو قول الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: "وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ، وَلَكِنِ ارْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ)) (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك 2/365)
إذن هُم يدركونَ منذ الوهلةِ الأولى ما لا يُدركه كاتبنا من أنَّ البيعةَ هيَ لإقامةِ حكمِ اللهِ في الأرض حتى لو اضطروا إلى إعلان الجهاد لكن يأتي الجواب: تمهل سنفعل ذلك لكن عندما يأمر الوحي الإلهي
بفريضة الجهاد رسميَّاً.
إنَّ هذا الذي أسردُه على مَسامِعكم ليسَ من بنات أفكاري بل هو ما صرَّحَ به سعد بن عبادة –وكان أحد النُّقباء-حين قال:" بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-بَيْعَةَ الْحَرْبِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمُنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا.."(مسند الإمام أحمد 24/411 بإسناد صحيح على شرط الشيخين)
لهذا أقول: إنَّ البيعةَ الثانيةَ كانت الأساس الذي هاجر على أساسه رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حيث تضمنت المبادئ التي ستقوم عليها دولة الإسلام في المدينة المنورة، وفي مقدمة ذلك الجهاد في سبيل الله الذي تم التسليم به لنشر الإسلام في الأرض لكن مع وقف التنفيذ بانتظار نزول الوحي ببدء العمل به
النقطة الرابعة: أنَّ محمداً-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-في العرف الاجتماعي وعرف الجزيرة العربية آنذاك يُعدُّ غريباً عن أرض المدينة ليس له فيها بيتٌ ولا تجارةٌ ولم يسبق له أن زارها أو قطنها ولو لسنة واحدة فهو لا يعرفها، وبالتالي فالرابط الوحيد بينه وبين معظم أهلها هو العقيدة والنبوة والرِّسالة، ومن دون هذه المعطيات فإن مبايعته تجعل من الأنصار أضحوكة بين القبائل؛ لأنها تجعل من المهاجرين الذين جاؤوا معه قوة محتلة بل هذه هي الحقيقة بالنسبة للأفراد القلائل الذين لم يؤمنوا.
إنه لو لم تكن البيعة لمحمد-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-على أرضيةِ أنَّهُ رسول الله لرفضَها عامةُ الأنصار وخاصَّتُهم إذ فيهم من القادة والزعماء من يصلح للملك أيضاً لكن ليس بينهم رسولٌ يستمدُّون من الوحي المُنزَل عليه تفصيلاتِ الدولةِ والحياة الإسلامية والدليل زيادة على ما ذكرت؛أنَّ الأوس والخزرج كانوا يتقاتلون لعقود طويلة على أشياء تافهة فكيف يتنازلون عن أخطر مركز سيادة في المجتمع تكون الكلمة فيه لغريب في عرف زمانهم؟!
إنه لو لم تكن المبايعة على مستند أنَّهُ رسولُ الله لما كانت قوة في دنيا الناس قادرة على أن تجمعهم عليه.
النقطة الخامسة: ما معنى أنْ يذهبَ محمدٌ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-من أجل أن يبايعه أهلها على عقد اجتماعي توافقي يستبعد منه الإسلام ما دام قومه أسياد العرب قد فعلوا ذلك حين أجمع زعماء قريش على تنصيبه ملكاً عليهم بالشروط التي يتحدث عنها الكاتب.. أي في عقد اجتماعي توافقي لا إسلامي!؟
إنَّ مكة موطنه وفيها عشيرته ونسبه فهو كريم يبجِّله فيها الصغير والكبير، أضف إلى ذلك أنَّ مكةَ أعلى شأناً من المدينة فهي سيدة مدن العرب، تدور قراهم وقبائلهم جميعاً في رحابها، بما في ذلك المدينة حيث تتبع مكة وليس العكس...
فلماذا لم يستجب للعقد الاجتماعي لسادات العرب في مكة المكرمة؟
الجواب بتواضع: لقد أبى البيعةَ في مكة لأنَّ العقد كان اجتماعياً علمانياً ولم يكن إسلامياً،لأنها كانت مستندة إلى كونه محمد بن عبد الله، وإلى كون المبايعين له جميعا من الكفار، ولقد رضي بمبايعة المدينة لأن العقد فيها كان إسلامياً ولم يكن علمانياً، أي لأنَّ البيعة في المدينة كانت نابعة من كونه رسول الله، ومن كون المبايعين له جميعاً مسلمون ..فشتان بين البيعتين، فبيعة المدينة إسلاميةٌ، وبيعةُ مكةَ علمانيةٌ
النقطة السادسة: كانت دعوة ملوك الأرض إلى الإسلام هي الشغل الشاغل لرسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-..، لا أعتقد أن الزعماء العلمانيين يحملون في أولويات مهامهم الرئاسية وظيفة نشر الدعوة الإسلامية بما يعنيه ذلك من ضخ واردات اقتصادية وبشرية لأجل الجهاد في سبيل الله، وبما يشير إليه من انحياز إلى دينه دون سائر الأديان الأخرى التي يدين بها مواطنوه؛ لكن رسول الله بايع في بيعة العقبة الثانية بيعة الحرب لقتال الأبيض والأسود؛ نَشْراً لدين الله كما مارس ذلك بنفسه من خلال الغزوات التي لم تقتصر على من أخرجوه من مكة، وأخيراً توج مسيرته الجهادية في قيادة الدولة الإسلامية بتوجيه رسائل إلى زعماء إمبراطوريات الأرض آنذاك عليها ختم النبوة محمد رسول الله لا ختم الدولة المدنية محمد بن عبد الله
النقطة السابعة: رسولُ اللهِ محمدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-الزعيم الأوحد للمدينة، بعد مبايعته جعل معيار الإيمان بالصلاة فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ولا أراه معياراً علمانياً، لا بل جعل ما بين المسلم والكافر ترك الصلاة، ثم لم يتوقف عند هذا الحد وإنما كان الإمام الراتب الأوحد للمسجد النبوي الشريف، وإني لا أظنُّ زعيماً علمانياً يرضى فَضلاً عن أن يصرَّ على أ ن يصلي الصلوات الخمس إماماً بالمسلمين وفوق ذلك يحافظ على خطبة الجمعة وصلاتها إماماً بالمسلمين يتناول على منبرها كبريات القضايا الإسلامية والسياسية.
النقطة الثامنة: رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ من مسجده النبوي الشريف يعقدُ الألْوية ويعلن الجهاد ويسلم الرايات ويُعيِّن القادة، ويُرسل الدعاةَ ويبعث بالكتب إلى ملوك الأرض، بل ويفتح مجلس القضاء ويبرم الأحكام، انطلاقاً من مسجده أيضاً فهل هذا كله_وهذا غيض من فيض_من أعمال الدولة العلمانية أو هو من صنيع الدولة الإسلامية ؟
أليس ما سبقت الإشارة إليه دليلاً قاطعاً على أن بيعة العقبة الثانية كانت بيعة للحكم بالقرآن الكريم وأنَّ بيعة المدينة جاءت تتويجاً لها وأنَّ المسلمين أقاموا في المدينة حكماً إسلامياً صَرْفاً مُستنده وحيُ السماء.
النقطة التاسعة: رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-جعل من الزكاة واحدة من الأسس المالية التي استند إليها النِّظام الاقتصادي في الإسلام، لكننا نعلم بالبداهة أن الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وركن من أركانه، وأنه لم يكن يخرج في صرفها عن الأصناف الثمانية الذين ذكرهم القرآن الكريم...
إذن النِّظام المالي في الإسلام نظامٌ قرآنيٌّ بامتياز وبالتالي فنظام الحكم في المدينة كان نظاماً قرآنياً إسلامياً بامتياز.
النقطة العاشرة: الجزيةُ في الإسلام فريضةٌ أوجبها القرآنُ على غير المسلمين بما يُؤكد سريان النظام الإسلامي عليهم وإقامة حكم إسلامي في المدينة؛لأن الجزية هي على أهل الكتاب في دولة الإسلام وهي تقابل الزكاة على المسلمين في تلك الدولة، وكلتاهما انعكاس للدولة الإسلامية وليس العلمانية على سائر مفاصل الحياة فيها.
النقطة الحادية عشرة: هل وجدنا زعيماً علمانيَّاً يقود قافلة الحج بنفسه لحظة بلحظة؟
النقطة الثانية عشرة: لو كانت الدولة في المدينة علمانية لما قام النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- بتنفيذ الحدود التي وردت في القرآن الكريم، ولاكتفى بإحالتها إلى مجلس العقد الاجتماعي الذي يدعيه الكاتب بعيداً عن حكم الله في القرآن.
النقطة الثالثة عشرة: ما علاقةُ الدولة العلمانية بتحطيم الأوثان وإزالة رسمها ومعالمها؟!
المشركون بعد فتح مكة مواطنون فمن حقهم أن يقيموا في مكة حسب الرؤية العلمانية لمفهوم المواطنة وهو ما أقره الإسلام لكل المواطنين؛ لكن الذي لا تفهمه العلمانية بحال أنَّ نصَّاً قرآنياً يحرم منذ فتح مكة إقامة أحد من المشركين فيها حتى وإن كان من أهلها أو زيارتها حتى لو بقصد الحج؛ وذلك بأمر قرآني لا لبس فيه وهو قوله تعالى في سورة التوبة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا..} [سُورَةُ التَّوْبِةِ: 28]
إنَّ هذا الذي أتيتُ على ذكرِه ليهدمُ _مقولةَ إنَّ دولة النبوة في المدينة كانت علمانية_ تَهديماً.
النقطة الرابعة عشرة: رايةُ رسولِ الله في عرف العلمانيين تُعَدُّ انحيازاً لصالح دين على حساب دين آخر؛ لأنها كانت تكتب الشهادتين، مما يثبت مرة أخرى أنَّ دولة الحكم في المدينة كانت إسلامية.
النقطة الخامسة عشرة: الدولة العلمانية تحكم بعقد اجتماعي غير ديني والدولة الإسلامية تحكم بالإسلام.
عندما أرسل سيدنا محمد رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- معاذ بن جبل قاضيا إلى اليمن سأله مستوثقاً:
(( بم تحكم يا معاذ؟ قال: بكتاب الله ،قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، ولَا آلُو _إشارة إلى القياس_،قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ)) (أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد بألفاظ متقاربة)
إذن الحكم للكتاب والسنة بالرغم من أنَّ الكثير من أهل اليمن كانوا من النصارى إلى جانب أقليات من اليهود، وبالتالي فالدولة النبوية التي انتشر رواقها على كامل الجزيرة العربية كان نظام الحكم فيها إسلامياً.
النقطة السادسة عشرة: امتدحَ نبيُّنا عليهِ الصلاةُ والسلامُ الخلفاءَ مِن بعدهِ فقال: (( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) (رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ واللفظ للدارمي)
فهو يدعو إلى التمسك بسنته أوَّلاً وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، ثم يدعو إلى التمسك بسنة الخلفاء الراشدين من بعده؛ لأنها امتداد لسنته، وقد خص الخلفاء في هذا الحديث دون الصحابة إشارة منه إلى نظام الحكم الذي يعمل به المسلمون ألا وهو الإسلام، تأكيداً منه عليه الصلاةُ السلام على أنَّ من يخلفه في زعامة المسلمين هو أعلم الناس بسنَّته، وأكثر الناس تمسُّكاً بها في نظام الحكم الإسلامي، ولذلك سمّوا راشدين، فالرشد لأنَّ نظام الحكم إسلامي لا علماني.
النقطة السابعة عشرة: مبايعة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت لأنه صاحبه، وإلا لعاد الحكم إلى أهل المدينة من جديد، وخطبة عملاق هذه الأمة عمر -رضي الله عنه- جلية في ذلك.
من سنة الخلفاء الراشدين نشر الإسلام في أصقاع الأرض وذلك امتداد للكتب التي أرسلها النبي عليه الصلاة والسلام إلى ملوك الأرض، وتنفيذاً لبعث أسامة وهو الجيش الذي استعد لقتال الروم في البلقاء في عهد النبوة، وقبله كانت غزوة تبوك التي خَيَّر فيها نبيُّنا عليه الصلاةُ والسلامُ الرومَ بين الإسلامِ أو الجزية أو القتال..، وكلُّ ذلك دليلٌ على أنَّ دولة الحكم في المدينة كانت إسلاميةً بامتياز؛ لأن أولى أولوياتها كانت نشر الإسلام وإقامة حكم الله في الأرض.
وعلى ضوء هذا نفهم قتال الخليفة الراشدي الأول على قتال المرتدين فقط لأنهم ارتدوا عن فريضة الزكاة بينما ادعى آخرون النبوة وكلها قضايا إسلامية بامتياز أيضاً.
النقطة الثامنة عشرة: إذن يتبين لنا من سائر النقاط التي استعرضناها أنَّ شعارَ"الإسلامُ هو الحل"ليس شعار الإخوان المسلمين وحدهم بل شعار وواجب كل المسلمين على امتداد العصور منذ عهد النبوة حتى يقوم الناس بين يدي رب العالمين.
النقطة التاسعة عشرة: المبدأ القرآني:{ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } هو في أمر العقيدة وفي خصوص العبادات الإسلامية، أما الأحكام الإسلامية المدنية في المعاملات -البيوع والجنائيات- أو السياسيات-أحكام السياسة الشرعية-أو الدوليات-وتسمى في الفقه الإسلامي السَّير- أو الأخلاقيات فهذه يخضع لها الجميع سواء كانوا مسلمين أو كفار؛ لأنه نظام الحكم الإسلامي الذي يلزم به جميع المواطنين.
النقطة العشرون: أما قوله تعالى في سورة المائدة:{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } فهذا صحيح لكنَّ الاستلال به باطل، ويردُّ دعوى الكاتب؛ لأنَّ كلَّ نبي أوحى الله إليه بشريعة تُوجب الالتزام بها على أتباعه، فإن غيروها بشريعة علمانية وضعية أو نسختها شريعة نبيٍّ لاحق فلم يمتثلوا وجبت عليهم العقوبة؛ حتى تأتي شريعة نبي آخر الزمان فإنها ناسخة لكل شريعة مضت، والأدلة على هذا كثيرة، لكن بالرغم من أنَّ شرائع اليهود والنصارى منسوخة بالإسلام فإننا لا نُكرِهَهم على ديننا.
النقطة الحادية والعشرون: بيعة الأنصار في مكة كانت من المسلمين فقط وكانوا جُل أهل المدينة، ولم يكونوا قِلَّة على نحو ما زعم الكاتب، وقد نص على ذلك ابن هشام في السيرة وغيره.
النقطة الثانية والعشرون: الصحيفة لم تكن بعلم اليهود أو بالتشاور معهم، بل لم تكن بالتشاور مع المسلمين أيضاً استنادا إلى لجنة مدنية تأسست على نحو ما زعم الكاتب، وإنما كانت إملاءٌ أملاه رسول الله على أصحابه بوحي من بريد الوحي الإلهي جبريل، وبهذا نُدرك أنَّ الصحيفة كانت سُنة نبوية مكتوبة، وكانت تبياناً لما ورد في القرآن وأجمل عن طبيعة نظام الحكم في الإسلام، فهذه هي طبيعة السنة، لهذا قال عليه السلام: (( أَلا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ ومِثلَهُ مَعَهُ )) (مسند الإمام أحمد بن حنبل 28/410 بإسناد صحيح)
النقطة الثالثة والعشرون: إنني أجزم بأنَّ الكاتب لا علم له بالصحيفة ولم يقرأها؛ لأن كل فقرة من فقراتها تَردُّ عليه مقولته، لأنها كانت بالفعل النُّصوص المكتوبة لنظام الحكم الإسلامي في المدينة المنورة الذي من واجب المسلمين في كل عهودهم أن يقتفوا أثره.
وبدوري لن أستقصي لكنني سأكتفي بفقرة واحدة فقط: أملى رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أصحابه الفقرة التالية:
"كل ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإنَّ مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله"
على ضوء هذا أتوجه بالسؤال التالي:
كيف تصح نسبة الصحيفة إلى العلمانية ؟!
وكيف يكون نظام الحكم الذي تبنَّاها علمانيَّاً وهي تُعيد أيَّ قضية سياسية إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله؟!
لا أعتقد عاقلاً يقولُ ذلك!
ولا أظن أنَّ لجنة العقد الاجتماعي لو كانت موجودة _على نحو ما يزعم الكاتب_سترضى بذلك!
ولأنها حينئذ ستقوم بتعديل الفقرة على النحو التالي:
كل ما يجري من شجار فمرده إلى اللجنة التي قامت
بصياغة الصحيفة!!
لكنَّ الشيء الذي أغمض الكاتب عينه عنه أن الوحي هو وحده الذي يقف وراء كتابة الصحيفة، وأنه لا توجد ثمة لجنة لهذا لم يعترض أحد.
ولذات السبب رَدَّت الفقرة الخلافات السياسية إلى الله عز وجل لا إلى غيره، أي: إلى كتاب الله تعالى، وإلى
رسول الله لا إلى زعيم المدينة محمد ابن عبد الله، وكلاهما دليلٌ صارخٌ بأنَّ بيعة النبيِّ في المدينة المنورة قامت على أساس أنَّهُ محمدٌ رسولُ الله.
النقطة الرابعة والعشرون: الجالس على كرسي الإفتاء اليوم المدعو أحمد بدر الدين حسون عندما قال : " أنا مسلم علماني..!! صار بمقولته تلك أضحوكة المجالس العامة والخاصة بما في ذلك الفضائيات؛ لأن الإسلام يعني دولة ودين وقد قامت طيلة ثلاثة عشر قرناً وستعود بنص حديث الصادق المصدوق.
أما العلمانيَّةُ فهيَ عقدٌ اتفاقيٌّ يأثمُ واضعوه بسبب إقصائهم الدين عن الحياة.
النقطة الخامسة والعشرون: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره" قاعدة شرعية ومنطقية.
الكاتب السوري "ص-ع" يجهل الإسلام وتاريخه
ونظام الحكم فيه؛ لهذا حكم عليه بما أورده في مقاله من جهالات وتناقضات وبما استورد إلينا من أفكار غربية فاسدة طبخت في مصانع الغرب الحاقدة التي تخشى أن يقوم الإسلام في نظام الحكم من جديد!
الكاتب "ص- ع" يجهل الصحيفة النبوية لذلك انتفضت هي نفسها في وجهه فأردته صريعاً بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى.
ذلكم كان مقالي المختصر أما الكتيب فسأتوسع فيه للرد على غثاء السيل....
لكني لو أردتُّ تدوين مجلدات في دحض هذا الفكر المستورد الفاسد لأمكنني؛ لأنَّ كل لحظة من حياة المصطفى منذ بيعة العقبة الثانية هي بناء لدولة الإسلام، لا بل إنَّ الذي لم يدركه كاتبنا حتى اليوم أدركه هرقل عظيم الروم، والإسلام في أيامه الأولى حين قال لأبي سفيان وجماعته التجار في دمشق:"لئن كان ما تقولون حقَّاً ليحكمن محمد وأصحابه موطئ قدمي هذا"ولم يقل ليبلغن الإسلام الشام إذن لا خشية على هرقل لكنه علم أن إسلامنا دولة ودين.
أخيراً: فإنني لا أعرف الرجل وقد سبق لي أن قرأت له مقالاً عن الوضع في سوريا فأثنيت عليه، لا لحاجة لي عنده، والآن أردُّ عليه لا لغيظ شخصي في قلبي عليه! حاشا وكلَّا، لكنه الغضب لله، فكما ربانا إسلامنا على أن شريعة خاتم الأنبياء دولة ودين فكذا ربانا على أن ننتفضَ لإسلامنا ولا نجامل في ثوابتنا؛ حتى لو كان الضال أقرب المقربين من أب أو أخ أو خال فالرابطة الأولى هي رابطة العقيدة ومن ثم تتوالى الروابط، وتلكم هي إحدى تجليات الدولة الإسلامية في المدينة المنورة حين آخى رسول الله بين المهاجرين الغرباء والأنصار أصحاب الدار برباط العقيدة والدين؛ حتى كان الأخ منهما يرث أخاه في صدر الإسلام، فلم يعد المهاجرون بذلك غرباء؛ تأكيداً من الإسلام على أنَّ بيعة النبي محمد-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة جرت على أساس أنه رسول الله.
غضبتُ.. وانتفضتُ.. وكتبتُ... لأنني على يقين أن المقال يقف جنباً إلى جنب مع الفيلم المسيءِ لنبينا محمد عليه السلام إذ كلاهما أساء في جانب واعتدى على جناب حضرته بطريقته، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم: محمد محيي الدين حمادة الغنيمي الدمشقي الميداني
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين


