لماذا الرعب من الإسلام؟

لماذا الرعب من الإسلام؟

التصنيف: ركن الشباب
الجمعة، 27 شوال 1446 هـ - 25 أفريل 2025
39

باتت في هذه الأيام حالات الرعب من الإسلام تتفاقم حتى وصل الخوف إلى كثير من أبناء المسلمين، وهذا الخوف منبعه أسباب كثيرة ولدته الدول العربية أولا ثم بعض الدول الاسلامية، ومنها:


1- الغرب ودعاياته التي انتشرت في الآفاق ولم تجد سبيلا مضادا لمثل هذه الدعايات في أمة الإسلام للأسف.


2- الرعب الذي بثه الغرب عن الإسلام وسرى في البلاد العربية دون أن يجد مجابهة ولا ردا يؤثر في عدم شيوعه، وهذا الرعب هو رعب الغرب نفسه من الإسلام، لذلك لما حدث ما حدث في الشام طار كذاب أمريكا المسمى:"بلنكن" ليصرخ أمام العالم بأن أمريكا- ومعها كل الغرب طبعا- لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية في الشام!!وكأن قيام الإمارة الإسلامية يستدعي الاستئذان من هؤلاء القتلة المجرمين!!.


3- الدول العربية التي احتشدت خلف ستار سايكس وبيكو وتمسكت بحدود وهمية، بحيث أقنعت هذه الحدود ومن صنعها تلك الدول أنه بها يصبح لهم شأن كبير في العالم.


4- الرؤساء الذين استلموا هذه الدول وعملوا عبر تاريخهم على أن يحولوا البلاد العربية إلى مملكات صغيرة، بحيث كل ملك وضع في حسبانه أن المُلك في الدنيا له ولذريته إلى أن تقوم الساعة، وبدأ كل واحد يأمر بأن تنتشر هذه الفكرة في البلاد عبر الإعلاميين، وأصحاب المناصب، ورجال الأعمال، والجيوش، والمنتفعين ماليا أو سياسيا يتحركون في هذه الدول وفق هذه الأفكار.


5- الرعب الذي يساير هؤلاء الحكام من أن الإسلام إذا جاء فأول ثمرته هو القضاء على هذه المملكات الصغيرة والقائمين عليها، حتى برز زعيم عربي يوما وعلى شاشات التلفاز وتناقلها العالم كله، بدأ صارخا يقول: نحن في الدول العربية لن نسمح مطلقا للإسلام أن يحكم ولن نسمح بإقامة خلافة إسلامية في أرض العرب!!.


6- منذ مئة سنة أو أكثر استشرى الفساد الأخلاقي في الدول العربية وأكثر أبناء هذا الجيل ممن نشأ حال هذا الاستشراء، ومن كثرة حماية الفساد بات الناس ينظرون إليه على أنه شيء طبيعي، وبدأ الذين يحاربون هذا الفساد في المجتمع يشعرون بجفوة الناس تجاههم، حيث ينظر الناس إليهم بأنهم يريدون قلب الأنظمة والاستيلاء على الحكم وتخريب البلاد!، ولذلك حورب هؤلاء حربا لا هوادة فيها في كثير من البلاد العربية.


7- هذا الفساد الذي استشرى لم يقتصر على الطبقات العليا في المجتمعات المسلمة، بل شمل المكونات الاجتماعية جميعها ولم ينج منه إلا من رحم الله، لذلك عم في جميع أرجاء الحياة، فلم يترك مؤسسة، ولا مصنعا، ولا مطعما، ولا مدرسة، ولا جامعة، حتى وصل إلى كثير من المساجد، وتعايشت الناس معه وصارت ترى أن إنكار هذا الفساد سيكدر على الناس عيشها، ويحرمها التمتع بأغيار هذه الحياة الدنيا، ولذلك صار التشديد على الصلحاء من قبل الناس أولا قبل الحكومات، حتى بات المصلحون يرون أن ما حدث من قوم لوط مع نبيهم هو ما يحصل معهم، وهذا ما بينه قول الله تعالى:"وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" فصار كثير من الدعاة في كثير من البلاد العربية يخرجون من بلدانهم، أو يودعوا السجون ولا يعلم بأحوالهم إلا الله.


8- الإسلام يحارب العبودية الا لله، وقد توطن كثير من الشعوب العربية على العبودية للسلطات الحاكمة حتى استمرؤوها، وتشربت نفوسهم تلك العبودية والتي جزء من مقتضياتها تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، فألفت هذه النفوس هذه العبودية ولم تعد على استعداد للتخلص منها لأن حياتهم تأقلمت معها، ولما كان الإسلام على النقيض حصل الرعب في النفوس من قدومه وعودته للحياة.


9- فهل عرفتم لماذا الرعب من الإسلام؟ لأنه يحارب العبودية إلا لله، لأنه يحارب المحسوبيات، لأنه يحارب الطغيان، لأنه يحارب الظالمين والجبابرة، لأنه يحارب المفسدين واللصوص، لأنه يحرم الوهم والخرافات التي سيطرت على عقول الناس، لأنه يحرم الاعتداء على الآخرين، لأنه يعطي كل ذي حق حقه فالناس أمام الإسلام سواء، لا فرق بين حاكم ولا محكوم إلا بالتقوى، لأنه يدعو إلى تقسيم ثروات الأرض بين الناس بالعدل وطائفة المتسلطين الذين أكلوا العالم كله لا يروق لهم هذا.

فإلى المسلمين في عموم الأرض:


1- اعلموا أن دين الإسلام قادم، وأنه سيحكم العالم كله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار" والليل والنهار يعمان العالم.


2- واعلموا أنه بمجرد أن يتململ الإسلام للنهوض والحركة فسينهار العالم الغربي الكافر كله.


3- واعلموا أن تململ الإسلام وحركته لا يكون والناس المسلمون نيام بل لا بد لهم من التحرك لنشر الإسلام وحمايته.


4- واعلموا أن الدنيا لن تبقى هكذا يحكمها الجور والطغيان المتصهين أبدا فالله تبارك وتعالى وعد بقوله:"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"، والذين يحكمون العالم اليوم من شرقه إلى غربه لا تنطبق عليهم هذه الأوصاف.


5- لما كان بنو إسرائيل من قوم موسى صالحين ولكنهم كانوا مستضعفين من فرعون وملئه، أغرق الله فرعون وجنوده ونجى أولئك الصالحين، وقال سبحانه:"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" واليوم الأمة الإسلامية الصالحة مستضعفة من أمريكا وملئها في العالم، وقد صبرت هذه الأمة لما لاقته من أهوال، وبقي أن تتم كلمة الله ويُورَث المستضعفون الأرض بما صبروا، وإن شاء الله لا يطول الانتظار فقد بدأت بوادر الانفراج.


6- نسأل الله أن يحمينا من أمريكا ومن معها، ويحبط عنا مؤامراتهم ومخططاتهم، وأن يهيئ الخير لهذه الأمة إنه سميع مجيب.



اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور


بقلم: جمال أبو حسان

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

مقالات ذات صلة

رمضان بين التضييع والاستثمار
الأربعاء، 23 شعبان 1439 هـ - 9 ماي 2018رمضان بين التضييع والاستثمار
 قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «هذا رمضان قد جاءكم، تُفتح فيه أبوابُ الجنة...
أحكام فقهية مهمة عن رمضان يجدر أن تتعلمها النساء
الأحد، 30 شعبان 1437 هـ - 5 جوان 2016أحكام فقهية مهمة عن رمضان يجدر أن تتعلمها النساء
    1.     يجب تبييت النِّيَّة كل ليلة قبل طلوع الفجر عن كل يوم من ...
ترى كيف يتخاطب الإسلاميون بعضهم مع بعض - تقويم للخطاب الإسلامي الإسلامي...
الأربعاء، 12 شوال 1430 هـ - 30 سبتمبر 2009ترى كيف يتخاطب الإسلاميون بعضهم مع بعض - تقويم للخطاب الإسلامي الإسلامي...
بعد يوم مليء بالزيارات المتعددة لشتى التجمعات الإسلامية قررت أن أكتب هذه الخاطرة هدفها توص...