مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 278)

مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 278)

التصنيف: واحة التفسير
الجمعة، 16 محرم 1447 هـ - 11 جويلية 2025
86

عملُ الخير والشر سببٌ لمحبة الله وبُغضه ، وثوابه وعقابه


﴿يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران: 30]


السؤال الأول:
هل أُفردت الرأفةُ عن الرحمة في القرآن؟


الجواب:
أُفردت الرأفةُ عن الرحمة في القرآن الكريم في موطنين فقط: آية البقرة 207، وآية آل عمران 30.
انظر الجواب في آية البقرة 207.


السؤال الثاني:
ما دلالة قوله تعالى في الآية ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ وما دلالة تعريف العباد بأل في الآية؟


الجواب:
1 ـ قوله تعالى في الآية ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَاد﴾ آية توقظ القلبَ المستنيرَ وتنبه الضميرَ الحي ، وتشحذ الهمم ، وتأخذ بمجامع العبد المنيب فيبصر بذلك الطريقَ المستقيم، وحتى عند التحذير تظهر رحمته الواسعة ورأفته بعباده.


2 ـ لاحظ لو قلت: والله رؤوف بعباده، ألا تجد أنّ المعنى سيكون مقصوراً على فئة من العباد دون غيرها؟
إنّ التعريف في كلمة ﴿بِٱلۡعِبَادِ﴾ بـ (أل) أفاد الاستغراق، فرأفة الله تعالى شاملةٌ لكل الناس مسلمهم وكافرهم.


السؤال الثالث:
قوله تعالى في الآية: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ﴾ ما الفرق بين الروح والنفس ؟


الجواب:
انظر الجواب في آية البقرة 281.


السؤال الرابع:
ما فائدة تكرار التحذير في آيتي آل عمران 28و 30؟


الجواب:
انظر الجواب في آية آل عمران 28.


السؤال الخامس:
قوله تعالى في الآية: ﴿أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ﴾ وتعني الزمن، فما كلمات منظومة الزمن في القرآن الكريم ؟


الجواب:

هذه كلمات منظومة الزمن، وهي مكونةٌ في القرآن الكريم من إحدى عشرة كلمة؛ وهي:
1ـ الزمن: هو سر الخلود وهو أعظمُ وأكرمُ ما يملكه الإنسان على هذه الأرض، ودقائق معدودة بالتوبة قبل الموت ستسببُ له الخلود في الجنة، والزمنُ يعني البداية والنهاية.


2ـ الأبد: كقوله تعالى: ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ﴾ [النساء:57] أي: زمنٌ ممتدٌ طويلٌ لآلاف السنين بدون فترة استراحة.


3ـ الأمد: هو بداية النهاية، والمدى آخر المطاف. والفرق بين الأمد والأبد أنّ الأمد مدة محدودة من الزمن ، وإنْ يكن الحدّ مجهولاً ، أمّا الأبد فهو مدة من الزمن غير محدودة .


4ـ السرمد: الزمن الذي يختص بنوع واحد مثل ليل دائم أو نهار دائم، كما في آية القصص 71 ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا﴾ .
فالسرمد هو المستقبل المطلق، والأزل هو الماضي المطلق الذي لا بداية له، فالله سرمدي أزلي.


5ـ الدهر: الدهرُ هو زمن الدنيا منذ خلقها الله تعالى إلى قيام الساعة، والآخرة ليس فيها زمن وكذلك البرزخ، لذلك الذي مات قبل مليون سنة والذي سيموت قبل القيامة بدقائق لهما نفس الشعور كما في قوله تعالى: ﴿قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾ [المؤمنون:112].


6ـ الوقت: هو الزمنُ المخصصُ لفعلٍ معين، ولكل حدثٍ زمنُه نحو وقت الصلاة أو وقت العمل أو وقت الحج ، قال تعالى :
﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء:103]
﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ٣٧إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ﴾ [الحجر:37-38] .


ويقسّم اليوم إلى الأقسام التالية:
آـ الفجر: أول بداية النهار: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ * وَلَيَالٍ عَشۡرٖ﴾ [الفجر: 1-2].
ب ـ الصبح: أول احمرار الشفق بعد الفجر بحوالي نصف ساعة: ﴿إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ﴾ [هود:81].
ج ـ البكور: قبل طلوع الشمس : ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب:42] .
د ـ الغداة: الضوء القوي مع طلوع الشمس.
هـ ـ الضحى: ارتفاع الشمس بمقدار رمح، أي بقدر ربع ساعة بعد طلوع الشمس.
و ـ الزوال: وقت الاستواء.
زـ الظهيرة: بعد الاستواء إلى العصر (الهاجرة) ﴿وَحِينَ تُظۡهِرُونَ﴾ [الروم:18] .
ح ـ الأصيل: قبل غروب الشمس.
ط ـ العصر: أول برد النهار ويمتد حتى الغروب.
ي ـ الغروب: وقت غروب الشمس.
ك ـ المساء: وهو وعاء يشتمل عدة أوقات، فهو من الزوال إلى الفجر.
ل ـ العَشِيِّ: آخر ساعة في النهار.
م ـ العشاء: من صلاة المغرب إلى أول العتمة.
ن ـ السَّحَر: بعد منتصف الليل وحتى الفجر.


7ـ الحِقبة: - بضم الحاء أو كسرها- وتجمع على أحقاب ﴿لَّٰبِثِينَ فِيهَآ أَحۡقَابٗا﴾ [النبأ:23] والحِقبة تعني سنة واحدة، والحُقبة تعني ثمانين سنة.


8ـ القرن: القرن مائة عام، وقد تطلق القرون على الأجيال.
والسنةُ اثنا عشر شهراً، والعِقدُ عشرُ سنوات، وكلُ عشرة عقود تصير قرناً، وكلُ عشرة قرون تصير دهراً، والعربُ كانوا يسمون ألف سنة بالدهر.


9ـ الأُمة: الأُمةُ هي مجموعة السنين الحاوية لحدث معين، مثل حدث الحرب العالمية أو عام الفيل .


10ـ العمر: العمر إذا أطلق فهو مرحلة الشباب من خمس عشرة سنة وحتى الأربعين، نحو قوله تعالى: ﴿فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [يونس 16].


11ـ الحين: هو وقت حصول الشيء ولا مضمون زمنياً محدِّداً للكلمة، لكنها تضاف للفعل لبيان الدقة، فتقول: حين أضع قلمي أفعل . قال تعالى :
﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ﴾ [الإنسان:1]. والله أعلم.


بقلم: مثنى محمد هبيان

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

مقالات ذات صلة

مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 3)
الخميس، 6 شعبان 1440 هـ - 11 أفريل 2019مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 3)
اللمسات البيانية في البسملة [بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ] {الفاتحة:1} السؤال الأول...
مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 2)
الأربعاء، 5 شعبان 1440 هـ - 10 أفريل 2019مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 2)
  البسملة ومقاصد سورة القاتحة وأسماؤها وفضلها  القرآن الكريم منذ اللحظة التي نزل...
مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 1)
الاثنين، 3 شعبان 1440 هـ - 8 أفريل 2019مختارات من تفسير "من روائع البيان في سور القرآن" (الحلقة 1)
  الاستعاذة قال الله تعالى : [خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَا...