أعلام الدعوة في حمص (1) المربي العالم الشهيد الأستاذ محمود سويد أسد المنابر

أعلام الدعوة في حمص (1) المربي العالم الشهيد الأستاذ محمود سويد أسد المنابر

التصنيف: علماء دعاة مربون
الجمعة، 12 ذو القعدة 1446 هـ - 9 ماي 2025
99
محمود سويد...
محمود سويد...
الميلاد :1939- الوفاة :

ولد الشيخ محمود سويد ، رحمه الله تعالى عام ١٩٣٩ .
ودرس في مدارس حمص ، فحاز الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي ، ونجح بامتياز ، إذ تميز بمادة الرياضيات .
فعين مدرسا لهذه المادة في ثانوية الحولة الخاصة التي كان يديرها علامة حمص الشيخ المجاهد محمد علي مشعل ، رحمه الله تعالى .
ثم انتسب عام ١٩٦٤ إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وتخرج منها عام ١٩٦٨ ، ليعود إلى مدينة حمص ، وليبدأ تدريس مادة التربية الإسلامية في إعدادياتها وثانوياتها .
إضافة لتدريس مادة الرياضيات في المدارس الخاصة .
ولا أزال أذكر حديث أستاذنا القدير المفكر عبد الحكيم بحلاق ، لما زرته في بيته في التسعينات ، إذ قال لي : ( كان الأستاذ محمود سويد من أقرب المدرسين إلي فكرا ومنهجا وانسجاما ) .. رحمهما الله تعالى ..
في بداية السبعينيات ، عمل مع أهل حي باب الدريب الكرام على بناء ( جامع البر ) ، حيث صار خطيبا له حتى تاريخ اعتقاله عام ١٩٧٨ .
في هذه المرحلة تجلت مقدرته الخطابية الفذة ، فصار خطيب حمص المجلي ..
وصار جامع البر قبلة الشباب المؤمن ، إذ كانوا يسعون إليه كل جمعة من كافة الأحياء ..
كان الشيخ محمود سويد ينخلع من نفسه التي بين جنبيه ، ويصعد المنبر ..
وقوفه على المنبر لا أنساه ..
صوته الصادق المجلجل ما يزال مقيما في وديان روحي ..
حرقته .. لهجته .. أفكاره .. يُسأل عنها جامع البر ..
بكلمة واحدة : كان رحمه الله تعالى رساليا .
في عام ١٩٧٨ أدى حجته الثانية مع أبويه ، فكان يحمل والده على ظهره في الطواف .
ومن أخلاقه أنه كان يحب الإخراج الجميل في كل شؤون حياته .
وكان يساعد الأهل والأصحاب في مهن أعانه الله على إتقانها ، كأعمال البناء والنجارة ..
في عام ١٩٧٨ اعتقل هو وثلاثة من إخوته ، والعديد من أبنائهم في سجن تدمر الرهيب ، وهناك ارتقى أكثرهم شهداء يشكون إلى الله تعالى ، ظلم المجرمين ..
كما استشهد عام ٢٠١٣ ابنه الأستاذ المربي عبد الكافي الذي نشط في الثورة السورية المباركة .
أما ابنه الشهيد مصعب ، فقد اعتقل عام ٢٠١٧ واستشهد في فروع المجرمين ..
رحمهم الله تعالى ، وانتصف لهم من القوم الظالمين .
وأمام هؤلاء الشهداء الكرام ، لم يجد القلم مساحة للحديث عن أبنائه وأبناء إخوته الذي خرجوا أحياء من سجن تدمر ، لينقلوا سيرة أبيهم العالم البطل الشهيد إلى أولادهم و أصحابهم ، وإلى الأجيال الساجدة لله رب العالمين ..
ولن يَدعَ اللهُ تعالى فكرة صالحة مؤمنة تموت ..
للإيمان بيوت .. وإن من بيوت الشهادة والإيمان في حمص ،
بيت آل سويد الكرام ..


بقلم: د. عبد المعطي الدالاتي

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين