ترجمة ذاتية كتبها فضيلة الشيخ محمد نجيب خياطة وأرسلها للعلامة الشيخ علوي بن عباس المالكي بمكة المكرمة، وقد نقلها ابنه محمد أبو اليمن من خط والده:
ترجمة فضيلة والدي المرحوم الشيخ نجيب خياطة
كما كتبها بخط يده، في رسالة منه إلى الأستاذ علوي عباس مالكي، أرسلها إليه في 13 من جمادى الأولى 1384 و19 أيول 1964 يطلب فيها إجازته.
(توفي 5 جمادى الآخرة سنة 1387=9/9/1967 صبيحة السبت، 9:30 صباحًا).

اعتنى بها وراجعها: مجد أحمد مكي

(أنا الفقير إليه تعالى محمد نجيب بن محمد بن عمر خياطة، ولدت في رمضان 1321 هجرية فأحسن والدي رحمه الله تربيتي وأدبي إلى أن تأهَّلت لحفظ القرآن الكريم، فأسلمني إلى شيخ الكتاب حتى حفظت، ثم وضعني في المدارس الشرعية فكنت أكرع من معينها وأحضر الدروس على علماء العصر الأجلاء، والسادة الكبراء، منهم الأستاذ الكبير، الولي الشهير الشيخ إبراهيم السلقيني شيخ المدرسة الخسروية، ومنهم الأستاذ الهمام ذو الفضل الوهبي الشيخ أحمد المكتبي شيخ المدرسة الدليواتية الجابرية، ومنهم الأستاذ الهمام الفقيه ابن الفقيه الذي ماتت تحقيقات الفقه بموته حقًّا، الشيخ أحمد بن محمد الزرقا شيخ المدرسة الشعبانية، ومنهم الأستاذ العلَم، ذو الحسب والنسب العالي الشيخ العالم علي الكيالي شيخ المدرسة الأحمدية، ومنهم العلم البحر الكبير القدْر الشيخ بشير الغزّي شيخ المدرسة العثمانية، ومنهم الشيخ محمد الحنيفي، والشيخ سعيد الإدلبي، والشيخ محمد الناشد، والشيخ أحمد الكردي أمين الفتوى ثم المفتي.
ولما تنظمت الدراسة الشرعية وصارت المدرسة الخسروية مجمعًا لعلماء الدين وتدريس العلوم الشرعية فيها، انتسبت إليها وتخرجت حاملًا شهادتها في 17 محرم 1347، وكان من جملة الأساتذة الشيخ راغب الطباخ صاحب تاريخ حلب المشهور، وقد أجازني بثبته المطبوع في حلب سنة 1351 هجرية المسمّى بـ "الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية" حيث قال بفمه، وكتب لي في آخر الثبت المذكور بقلمه: "وقد أجزته بجميع ما يجوز لي روايته من مقروء ومسموع، وبما أجزت به إجازة عامة بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر.
وأسانيدي في الكتب الحديثية وغيرها مبسوطة في إجازاتي من مشايخي التي ذكرتها في ذيل كتابي هذا "الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية" الذي اختصرت فيه ثلاثة أثبات لثلاثة من أعلام الشهاء في القرن الثاني عشر، وقد جمع هذا الثبت فأوعى لأسانيد الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث والعلوم والفنون، وحوى لأثبات ومعاجم ومسلسلات لا تحصى".
ثم إني قرأت القراءات السبع من طريق الشاطبية، ثم الثلاثة عن طريق الدرة على الأستاذ الأجلّ الشيخ أحمد المصري الأبوتيجي الزيدي مولدًا، المكي إقامة ووفاة ابن الشيخ الحافظ السيد حامد، وقد أجازني بخطه في القراءات السبعة من طريق الشاطبية وبتصديق من طريق الدرة المكملة للقراءات العشرة.
وقد توليت مشيخة الإقراء في مدرسة الحفاظ في حلب سنة 1348 هجرية بعد أن غادرها الشيخ أحمد المذكور إلى مكة المكرمة وصار مدرِّسًا في مدرسة الفلاح.
ثم في سنة 1356هجرية رحلت إلى دمشق ومنها إلى عربين – قرية من قرى غوطتها- قاصدًا الأستاذ حافظ عصره، ومفخرة دهره السيد الشيخ عبد القادر قويدر صمدية، فأخذت عنه القراءات العشر من طريق طيبة النشر.
وأجزت بالحديث المسلسل بيوم عاشوراء من الأستاذ الحبر البحر، الشاعر الناثر، الأديب الشيخ عيسى البيانوني، دفين البقيع في 10 محرم سنة 1348.
وأجازني الأستاذ الرباني من هجر لواء أنطاكية في الله تاركًا عريض الجاه وكثرة المال الشيخ محمد زين العابدين بن السيد أحمد البالساني في 20 جمادى الثانية سنة 1367 هجرية. رحم الله الجميع، وأغدق عليهم سحائب المغفرة والرضوان.
ثم إنِّي عُينت مدرِّسًا للعلوم الشرعية في الكلية الإسلامية، ثم عُيِّنت مدرسًا للفرائض في الثانوية الشرعية، ثم أسند إليَّ فيها من العلوم القواعد والفقه والتوحيد وغيرها، والآن مقتصر على الفرائض وعلوم القرآن، وعيِّنت مدرسًا لعلوم القرآن الكريم في معهد العلوم الشرعية، ولا أزال مدرسًا في هاتين المدرستين مع القيام بتعليم القرآن الكريم على أوجه القراءات وإدارة مدرسة الحفاظ، وقرأ عليّ في العلوم الشرعية والقراءات كثير من متخرجي الثانوية الشرعية، ومعهد العلوم الشرعية، ومدرسة الحفاظ وغيرها من المدارس.
ولي من المؤلفات:
1- كشف الحجاب، شرح هداية المرتاب، منظومة للسخاوي في متشابهات القرآن الكريم وفي ذيلها جواب عن سؤال مهم، وهو: هل يلزم المسلم بحفظ القرآن الكريم، طبع ونفد.
2- الدرر الحسان في تجويد القرآن، وهو كتاب غزير العلم، جامع في علم التجويد للمهم، طبع مرارًا ونفد.
3- خلاصة الجهود في تحرير المدود، طبع ونفد..
4- كفاية المريد من أحكام التجويد، مطبوع.
5- غنية القراء البررة في القراءات العشرة، من طريقي الشاطبية والدرة.
6- هداية القراء إلى الطيبة الغراء في القراءات العشر من طريق طيبة النشر.
7- التبيين والبيان، على بدائع البرهان، تحريرات طريق الطيبة.
8- الرياض الزهية، شرح السراجية، جمع من جداول المسائل والمناسخات مع تمرينات لم توجد في كتاب. طبع.
9- الروضة البهية، شرح الرحبية. طبع.
10- تنبيه ذوي الأحلام، لما في يوم الجمعة من الفضائل والأحكام. طبع.
11- أقرب الوصول إلى هدي الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، مولد شريف جميع أركان الإسلام وما يحويه من صفات وأخلاق. طبع.
12- سفينة النجاة في مهمات من الصلاة. طبع مرارًا.
13- مرشد الإسلام إلى حج بيت الله الحرام. طبع.
14- المواعظ الجلية في الخطب المنبرية.
15- مجمع الأرب في فكاهات العرب.
وأرجو أن تجيزوني بما أجزتم به ليكون لي نسبة إلى سامي مقامكم وأكون ممن تشرف بسلسلتكم الطاهرة، وأكرر الرجاء من لطيف شمائلكم أن تكتبوا لنا الإجازة مع الجواب ولكم منا الشكر، ومنه تعالى الأجر). اهـ
وقد سبق أن نشرت في موقع رابطة العلماء السوريين الذي أشرف عليه من يوم تأسيسه 2007 عدة تراجم لفضيلة الشيخ محمد نجيب خياطة، سأنشر روابطها في التعليقات، ولكن هذه الترجمة تتميز بأنها كتبت بقلم صاحبها ونقلها عنه ابنه، وكتب في آخرها: [وقد أجازه الشيخ علوي عباس مالكي في رسالة أرسلها إليه بتاريخ..]. ولم يأت بتلك الإجازة ولم يورد جواب العلامة الشيخ علوي بن عباس المالكي رحمهما الله تعالى.