هل نشوز المرأة أعظم ذنباً من الموبقات
الخميس، 13 ربيع الأول 1445 هـ - ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣

نص الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك حديث اشكل علي و سبب لى شبهة و هو حديث (أشد الناس عذابا اثنان امرأة عصت) فهل معناه ان نشوز المرأة اسوأ من القتل والزنا والظلم والعقوق و تستوى مع الكفار مثل آل فرعون؟ لأن ذُكر أن صاحبتها تستحق اشد عذاب و هذا لم يُذكر فى حق الآخرين؟ وهل هذا ينطبق على الزوج الظالم؟ و ماذا تقولون فى شخص اعرفه و هو زوج يظلم زوجته ولا يخاف من نصائح الناس له بحجة ان احاديث طاعة الزوج تكثر على احاديث ترهيب اذى الزوجة وان عذابه كزوج ظالم يوم القيامة لن يكون مثل عذاب الناشز و ظلم الزوجة امر هين و انا فى حيرة لأننى فهمت ان هذا الحديث معناه ان النشوز اسوأ من القتل والعقوق بينما هناك حديث آخر لم يذكر النشوز فى الموبقات وانا اقول سمعنا و اطعنا ولكن اشعر انه غير معقول ان يكون النشوز اسوأ من القتل أو صاحبته تأخذ عذاباً اشد من القتلة، و انا اعترف ان المرأة المتمردة كارثة على الأسرة المسلمة و لعل ما قاله هذا الزوج سبب لى شهبة و كلامه دخل عقلى فصرت طعُم جيد لوسوسة الشيطان فا جئت اسأل هنا، و جزاكم الله خيراً.

الإجابة:

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أما الحديث "أشد الناس عذابا اثنان: امرأة عصت زوجها و إمام قوم و هم له كارهون" فقد أخرجه الترمذي وصححه العلماء، ولا علاقة لهذا بالسبع الموبقات، و لا يعني بالضرورة أن فعلها هذا أشد من الموبقات، و إنما يحمل هذا الحديث وأمثاله على الترهيب من هذا الفعل، و المقصود هنا الترهيب من معصية الزوج، وواجبنا في كل حال أن نستسلم للحكم الشرعي إذا ثبت ثم نفتش عن الحكمة، وأقول إن هذا وأمثاله ينبغي أن يفهم في سياق ما أعطى الشارع للزوج من القوامة، و لكن القوامة إنما هي بالمعروف وهي مسؤولية وأمانة، ولا تعني أن الشارع أذن للزوج بظلم زوجته، لأن الله تعالى يقول: (وعاشروهن بالمعروف) ويقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، و الفارق أن الرجل باعتباره صاحب القوامة له أن يعالج نشوز زوجته كما علمه الله تعالى، وليس له أن يتجاوز أو يظلم، فإذا كان الزوج هو الظالم فللزوجة أن تلجأ الى التحكيم أو إلى القضاء عند اللزوم، و الله أعلم