حكم العمل بشهادة حصل فيها غش
الخميس، 4 رمضان 1445 هـ - 14 مارس 2024

نص الاستشارة:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أنا طالب في الجامعة في العام الرابع من البكالوريوس، و لدي سؤالان جزاكم الله خيرا عن حكم العمل بشهادتي الجامعية التي ما زالت أدرس لها. أما السؤال الأول، فبالنسبة لهذا التخصص الذي فيه أنا الآن في العام الرابع، و هو العمارة، كنت قد غششت فيه في مواد سابقة، كمادة الرياضيات و مادة الفيزياء المتعلقة بالبناء، و بدون هذا الغش ما كنت لأصل للنجاح فيهما، علما بأن هاتين المادتين و رغم ما يقولون عنهما أنهما ضروريتان في العمارة، إلا أنه في حقيقة سوق الشغل لا تستخدمان في الغالب من قبل المعماري، بل من قبل المهندس المدني الذي يحسب الأوزان و الأثقال.. ، أما المعماري فعمله الأساسي هو التصميم أي الرسم التقني، و حساب المساحات و تقسيم الفضاءات بالمعايير الخاصة بكل مكان معين، و هذا أجيده و لم أغش في مواد التصميم المعماري التي هي المواد الرئيسية في تخصصنا، بالإضافة إلى مواد كثيرة أخرى لم أغش فيها، فما حكم العمل بهذه الشهادة إذا تبت إلى الله من الغش بعد الحصول عليها؟ مع العلم بأن والدي هو من أدى رسوم دراستي الجامعية هذه و ما زال يؤديها و هي أموال كثيرة. أما بالنسبة للسؤال الثاني، ففي هذا العام الذي أدرس فيه و هو الأخير، ما زالت هناك مواد تتعلق بفيزياء البناء قد شق و صعب علي كثيرا فهمها و النجاح فيها بسبب اضطرارنا إلى الدراسة عن بعد بسبب ظروف الحرب التي لا زالت قائمة في البلد الذي توجد فيه الجامعة التي أدرس فيها حاليا، فهل يجوز لي الغش في مواد الفيزياء هذه بحيث أن هذا الغش هو ما سيجعلني أنجح فيها، فأقوم به مع كراهتي له و نية التوبة بعده، هل يقبل الله مني هذه التوبة التي أنوي تأخيرها بعد القيام بغش أنا مضطر له، علما بأن غالب الطلبة الذين يدرسون معنا يقومون بهذا الغش في هذه المواد إن لم يكن هؤلاء الطلبة كلهم، و هل يمكن أن يكون كسبي حلالا إذا توظفت بهذه الشهادة بعد التوبة إلى الله؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابة:

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته 

سؤالك في شقيه يدور حول الغش، و الغش حرام بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى لو كانت هذه المواد مما لا أثر له في سوق العمل، إلا أن لها أثرا في تحصيل الشهادة والنجاح وفي تفاوت درجات الطلاب وبالتالي في تفاوت فرص العمل وسهولة تحصيلها، وإذا قلنا إن الغش حرام فإن الكسب المتحصل من شهادة أو دراسة حصل فيها الغش سيدخله حرمة أو شبهة على الأقل بقدر ما حصل من غش بالنسبة لمجمل الدراسة، وكما أن الحرمة تزداد بقدر التدليس على الناس، سواء كانوا أرباب عمل وظفوك بناء على شهادتك لتعمل عندهم، أو أصحاب مشاريع تنفذها لهم، وتزداد بقدر الضرر الذي قد تلحقه بسبب مواد لم تتقنها ولم تنجح فيها، كذلك يمكن أن نقول: قد تنقص الحرمة بعدم تضرر الزبائن من الغش الحاصل أثناء الدراسة، لكن لا يخلو الأمر من شبهة، ولذلك ننصحك مع المسارعة للتوبة أن تتقي الله تعالى فيما بقي من دراستك وأن تبذل جهدا أكبر وتستعين بزملائك النابهين أو حتى بدورات إضافية، وبالنسبة لدخلك الذي سيتحصل من هذا العمل فللتخلص من الشبهة طريقان: أحدهما: أن تعيد دراسة المواد التي غششت فيها حتى تتقنها، والثاني: أن تخرج شيئا من دخلك بنية التطهير لا بنية الصدقة تعطيه للفقراء والمساكين، والله أعلم