فضل الخلفاء الراشدين وتمحيص أحداث الفتنة

فضل الخلفاء الراشدين وتمحيص أحداث الفتنة

التصنيف: الحديث والسيرة
الجمعة، 17 جمادى الأولى 1447 هـ - 7 نوفمبر 2025
69
تحميل البحث

التقديم للكتاب:

الكتاب الذي بين أيدينا بعنوان «فضل الخلفاء الراشدين وتمحيص أحداث الفتنة وتبرئة الصحابة عامة» تأليف الشيخ محمد علي مشعل (1924–2016م)، يُعد من الدراسات العلمية الرصينة التي تهدف إلى بيان الحق فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن والأحداث العظام، مع تبرئة سيرتهم من الدسائس التي لحقت بها عبر روايات المغرضين والمنافقين. وقد أخرجه ابنه الدكتور عبدالباري مشعل بتحقيق علمي وتوثيق دقيق للنصوص.

يُفتتح الكتاب بـ تعريف موجز يشرح الدافع إلى تأليفه؛ إذ يؤكد المؤلف أنّ ما وقع بين الصحابة من الفتن إنما كان عن اجتهادٍ وحسن قصدٍ، وأنّ الواجب الشرعي هو الكفّ عن الخوض فيهم، وتعظيم ما عظّمه القرآن والسنة من مكانتهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾.


أبواب الكتاب وفصوله


ينقسم الكتاب إلى مقدمة علمية تليها أربعة فصول رئيسة، يتناول كل فصل سيرة خليفة راشد، ثم يختم ببحثٍ موسّع في أحداث الفتنة الكبرى وما بعدها:



الفصل الأول: الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه

يبدأ المؤلف بذكر نسبه ومكانته وفضله، ثم يتناول جهاده في حياة النبي ﷺ، ومواقفه في الغار، وهجرته، وثباته في الملمات.

ثم يُفرد مباحث عن علمه وفقهه، وعن خلافته بعد وفاة النبي ﷺ، مع تفصيلٍ في بيعة السقيفة وخطبته الجامعة التي وضعت أسس الحكم الراشد.

ويُبرز المؤلف أعماله الكبرى مثل:
إنفاذ جيش أسامة بن زيد؛
قتال أهل الردة ومانعي الزكاة؛
جمع القرآن الكريم؛
توجيه الجيوش إلى فارس والروم.

ويختم الفصل بذكر وفاته واستخلافه لعمر بن الخطاب.



الفصل الثاني: الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه

يتضمن نسبه، إسلامه، هجرته، وجهاده مع النبي ﷺ، وموافقاته للقرآن، وفضائله العظيمة.

ثم يُسرد تفصيل فريد عن فتوحاته الكبرى في العراق والشام وفارس ومصر، وعدله في الرعية، وزهده وشدته في الحق، مع لمحاتٍ من شهادته واستشهاده.

ويختتم بذكر نبذٍ من سيرته وكراماته.


الفصل الثالث: الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه

يعرض نسبه وصفاته الخَلقية والخُلقية، وفضائله العظيمة، وهجرته إلى الحبشة، وتجهيزه جيش العسرة، وشرائه بئر رومة.

ثم يعرض المؤلف بدقة كيفية اختياره للخلافة، وأعماله الإصلاحية في جمع القرآن وتوسعة المسجد النبوي، ثم الأحداث التي أدت إلى استشهاده.

ويفرد المؤلف بحثاً مفصلاً في الرد على الأباطيل المفتراة عليه وبيان مكائد السبئية التي كانت وراء الفتنة.


الفصل الرابع: الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه

يبدأ بذكر نسبه ومكانته وبيعته بالخلافة، ثم يتناول معركة الجمل ومعركة صفين وقضية التحكيم، ثم قتاله للخوارج واستشهاده رضي الله عنه.

ويتناول المؤلف بعد ذلك تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنهما عام الجماعة، ليختم الحقبة الراشدة بصفحة وحدة الأمة.

ثم يعرّج على ما تلاها من عهد معاوية بن أبي سفيان وولده يزيد، وأحداث كربلاء واستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وما أعقبها من فتنٍ ومؤامرات سبئية كان لها الأثر في تمزيق الأمة.


الملحق والخاتمة

يختتم الكتاب ببحثٍ تحليلي في جذور الفتنة الكبرى وخيوط المؤامرة التي حاكها عبدالله بن سبأ وأتباعه لإثارة الشقاق بين الصحابة.

كما يبرز المؤلف أن الخلفاء الراشدين لم يكونوا طلاب دنيا أو سلطان، وإنما كانوا قدوات في الزهد والعدل والإخلاص.

وفي آخر الكتاب فهرسٌ للمصادر والمراجع الموثوقة التي استند إليها المؤلف، مثل البخاري، مسلم، الطبري، ابن كثير، ابن حجر، السيوطي، ابن العربي وغيرهم.

إن كتاب فضل الخلفاء الراشدين وتمحيص أحداث الفتنة أسلوبه يجمع بين التحقيق الحديثي والتحليل التاريخي الرصين. وهو يهدف إلى ترسيخ حب الصحابة في نفوس الناشئة، وتصحيح المفاهيم المشوشة حول تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الإسلام، لتبقى سيرة الخلفاء الراشدين منارات للعدل والإيمان واليقين.


المؤلف: العلامة محمد علي مشعل

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

أبحاث ذات صلة

يمكنكم تحميل الأبحاث بعد الإطلاع عليها