التعريف:

الشريعة الغراء جاءت لتبني مجتمعاً مترابطاً متعاوناً متماسكاً منظماً مكتفياً ذاتياً لا يمد يده بالطلب إلى خارجه، ولا يستعير الكفاءات من الآخرين، فأبناؤه يكفونه مؤونة كل ذلك، فهم يزرعون ويصنعون ويبنون ويعلمون ويتعلمون ويدافعون عن

حماه ضد أي عدوٍ غاشمٍ، هذا ما يبرزه لنا الواجب الكفائي الاجتماعي، لذلك كان حرياً بأن نفرده بالبحث والتحليل.

وسيتناول هذا البحث المتواضع تعريف الفرض الكفائي، ويبين أن خطاب الشارع به هو خطابٌ لجميع المجتمع على سبيل التعاون والتعاضد، كما سيبين الجانب الاجتماعي في هذا الفرض، ويبين شموله لكل حاجات المجتمع وخدماته، ويحث الأمة على إعداد من يسد حاجاتها من فروض الكفايات، كما يذكر تفاوت فروض الكفايات فيما بينها وترتيبها ضمن سلم الأولويات، ثم يعرج على أوجه التشابه والاختلاف بين الفرض الاجتماعي والفرض الشخصي العيني، ثم يذكر متى يتحول الفرض الكفائي إلى فرض شخصي واجتماعيٍ في آنٍ معاً، وفي الختام يطرح مشكلة تعارض الواجبات العينية الشخصية مع الواجبات الاجتماعية ويطرح الحلول الفقهية لها.