التعريف بالبحث:

يتناول هذا البحث الفقهي المقارن مسألة من المسائل العملية المتكررة في حياة المسلمين، وهي: اجتماع صلاة الجمعة مع صلاة العيد في يوم واحد، وما يترتب عليه من أحكام فقهية، واختلافات بين المذاهب الإسلامية، خصوصًا في مسألة سقوط إحدى الصلاتين بالأخرى، أو وجوب أدائهما معًا.

ويُعدّ هذا البحث مساهمة علمية موثقة تهدف إلى تحرير محل النزاع، وتحقيق القول الراجح من خلال المقارنة بين مذاهب الفقهاء، وبيان أدلتهم، ومناقشتها بأمانة علمية، مع التزام بمنهج علمي قائم على استقراء النصوص، والتوثيق من المصادر المعتمدة في كل مذهب.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

كثرة وقوع هذه المسألة عمليًّا، لاسيما عند اجتماع العيد والجمعة في يوم واحد.
كثرة الفتاوى المتضاربة حولها، مما يسبب الحيرة لعامة الناس.
الحاجة إلى بحث علمي محرر يستوعب الأقوال والدلائل، ويقارن بينها.
استكمالًا لمسيرة الكتابات السابقة مع إضافة تحريرات علمية دقيقة.


منهج البحث وخطته:

اعتمد الباحث على منهج استقرائي تحليلي مقارن، يتمثل في:
استقراء ما كُتب قديمًا وحديثًا.
تحرير محل النزاع وذكر الأقوال ونسبتها إلى قائليها.
العودة إلى المصادر الأصيلة في كل مذهب.
تخريج الأحاديث وتوثيق النقولات.


أهم فصول ومباحث البحث:

تمهيد:
عرض فيه معنى "الجمعة" و"العيد" لغةً واصطلاحًا، وفضل كل منهما.

المبحث الأول: حكم صلاتي الجمعة والعيد

المطلب الأول: حكم صلاة الجمعة، ويعرض الأقوال الثلاثة (الوجوب العيني، الكفائي، السنية)، مع أدلتها من الكتاب والسنة والإجماع.

المطلب الثاني: حكم صلاة العيد، والخلاف بين القول بوجوبها أو سنيتها أو فرضيتها على الكفاية، مع عرض أدلة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

المبحث الثاني: إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد
يعرض فيه الخلاف بين العلماء في حكم من صلى العيد:
هل تسقط عنه الجمعة؟ وهل يصلي الظهر؟
وتحليل الأحاديث مثل حديث زيد بن أرقم، وحديث عثمان رضي الله عنه.

الخاتمة:
تضمنت النتائج والراجح من الأقوال، ومن أبرزها:
صلاة الجمعة فرض عين على المكلفين.
وصلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور العلماء.

إذا اجتمعتا في يوم، فالأقرب أن من صلى العيد، وكان من أهل الأعذار أو في البوادي، سقطت عنه الجمعة، وإلا وجب حضورها.

بقلم: د. حسان جاسم الهايس