التقديم للبحث:

هذا الكتاب الذي بين أيدينا: "النبي صلى الله عليه وسلم" للشيخ محمد علي مشعل، عمل علمي وأدبي فريد، جمع فيه المؤلف بين التوثيق الدقيق للنصوص الشرعية وبين العرض المؤثر الذي يقرّب شخصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى قلب القارئ وعقله معًا

يبدأ الكتاب بمقدمة تُبرز الدافع إلى التأليف: محبة رسول الله وتعظيمه، والحرص على تعريف الناشئة والمسلمين بصفاته وشمائله، حتى يزدادوا له حبًا واتباعًا. ثم ينتقل المؤلف إلى الفصل الأول: شمائله عليه الصلاة والسلام، فيصف خَلقه وخُلقه وصفًا دقيقًا، بدءًا من هيئته وشعره وطيب عرقه، إلى مشيته وجلوسه وضحكه وغضبه، فضلًا عن لباسه وسلاحه وفراشه، جامعًا بين الأخبار الصحيحة والتحليل الدالّ على كمال شخصيته.

ثم يتناول الفصل الثاني: مكانته عند ربه، مبيّنًا ما خصّه الله به من المقام المحمود وعلوّ الدرجة، وما أكرم به أمته من شرف الانتساب إليه. ويأتي بعده الفصل الثالث: عبادته، حيث يرسم المؤلف صورة بديعة لعبادته وصلاته وقيامه وخشيته لربه، ليغدو صلى الله عليه وسلم القدوة الكاملة في التعبّد.

أما الفصل الرابع: حقوقه على أمته، فيؤكد على محبته واتباع سنته والصلاة والسلام عليه، ووجوب توقيره وتعظيمه، إلى جانب بيان منزلة قرابته وأهل بيته وصحابته الكرام.

ويُختم الكتاب بـ الفصل الخامس: معجزاته ودلائل نبوته، حيث يسرد ما أيده الله به من المعجزات الباهرة: القرآن العظيم، انشقاق القمر، تسبيح الطعام، طاعة الجمادات والحيوانات له، نبع الماء من بين أصابعه، وتكثير الطعام بدعائه، إلى غير ذلك من دلائل الصدق والنبوة.

إن هذه الدراسة المميزة ليست مجرد سردٍ لأخبار السيرة، بل هي مشروع معرفي يربط القلوب بالنبي صلى الله عليه وسلم عبر التأمل في سيرته وخصاله ومعجزاته، بأسلوب يجمع بين الصرامة العلمية والرقة الأدبية، فيجعل القارئ كأنه يعيش مع الحبيب المصطفى في حياته اليومية، ويرى بأم عينيه شمائله وفضائله.