رَشَفَاتٌ من بحار الملتقى العلمي الدولي الأول لتعليم العلوم الإسلامية

رَشَفَاتٌ من بحار الملتقى العلمي الدولي الأول لتعليم العلوم الإسلامية

التصنيف: ركن الابحاث و الدراسات
الجمعة، 10 جمادى الأولى 1447 هـ - 31 أكتوبر 2025
58
تحميل البحث

التعريف بالبحث:

هذا الملف صادر عن الملتقى العلمي الدولي الأول لتعليم العلوم الإسلامية – دار الحديث العوامية

هذه المذكرة هي وثيقة معرفية وتاريخية تسجّل وقائع الملتقى العلمي الدولي الأول لتعليم العلوم الإسلامية، الذي انعقد في مدينة إسطنبول يومي 15–16 صفر 1447هـ الموافق 9–10 أغسطس 2025م، بتنظيم دار الحديث العوامية برئاسة فضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى.

وقد أعدّه وحرّره الشيخ عبد الله فهيم السلهتي، عضو هيئة التدريس بمعهد الصفة ببريطانيا، فدوّن فيه مشاهداته العلمية ومشاركاته المباركة في هذا الحدث الفريد، الذي جمع أكثر من مئتي عالم وباحث من خمسٍ وثلاثين دولة في تظاهرة علميةٍ نادرة، لتدارس قضايا التعليم الشرعي وسبل تطويره.

تبدأ المذكرة بمقدمةٍ أدبية مؤثرة يصف فيها المؤلف رحلته إلى إسطنبول ولقاءه بشيوخ العلم، وعلى رأسهم العلامة الشيخ محمد عوامة ونجله الدكتور محيي الدين عوامة، ثم يتحدث عن نشأة الملتقى وأهدافه في ترسيخ المنهج الوسطي في تعليم العلوم الإسلامية، القائم على النهجية والتدرج والتلقي عن الشيوخ.


وتتضمن المذكرة توثيقًا دقيقًا لجميع جلسات الملتقى وكلماته، مرتبةً على النحو الآتي:

اليوم الأول : الكلمات الافتتاحية
افتُتح الملتقى بتلاوةٍ خاشعة للقرآن الكريم، تلتها كلمة العلامة محمد عوامة التي عرض فيها تاريخ دار الحديث العوامية، وانتشار مراكزها التعليمية في أكثر من أربعين دولة، مبيّنًا ركائز التعليم في الإسلام: المنهجية – التدرج – التلقي.



ثم تتابعت كلمات كبار العلماء، من أبرزهم:
الدكتور محمد دميروفيتش رئيس مجلس الإفتاء في صربيا، تحدث عن تاريخ الإسلام في البلقان وتحديات المسلمين هناك.
الدكتور عجيل النشيمي رئيس رابطة علماء الخليج، الذي أشاد بجهود الشيخ عوامة في بعث التراث والتحقيق العلمي.
كلمات مسجلة لوزراء الأوقاف في ماليزيا وسوريا أثنوا فيها على دور المؤسسات العلمية الأصيلة في ترسيخ الوسطية والاعتدال.


الجلسة الأولى: تكوين الملكة العلمية والشخصية القيادية لطالب العلم

شارك فيها نخبة من الأكاديميين والعلماء، منهم:
الدكتور رجب شنتورك من جامعة حمد بن خليفة بقطر، تحدث عن تكامل العلوم الإنسانية مع العلوم الشرعية.
الدكتور عبد الإله العرفج قدّم ورقة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم الشرعي وأثره على طرق التعلّم.
الدكتور ناصر اللوغاني تناول مفهوم القيادة العلمية ودور التدريب في بناء شخصية العالم المؤثر.


الجلسة الثانية: مقومات الكتب المعتمدة في تدريس العلوم الإسلامية

تطرّقت هذه الجلسة إلى المناهج العلمية في العقيدة والفقه، ومقاييس اعتماد الكتب الدراسية:
الدكتور حمزة البكري تناول الكتب المعتبرة في العقيدة الأشعرية والماتريدية ومعايير صلاحها للتدريس.
الشيخ فراز ربّاني قدّم عرضًا تفصيليًا لمتون الفقه الحنفي وشروحه المعتمدة.
الدكتور أمجد رشيد تحدّث عن تطور كتب المذهب الشافعي ومعايير المفاضلة بينها.

وخُتمت الجلسة بكلمة لمعالي الدكتور محمد غورمز الرئيس السابق للشؤون الدينية في تركيا، الذي أشاد بدار الحديث العوامية وجهودها في التعليم الإسلامي المعاصر.


اليوم الثاني
الجلسة الأولى:
التعليم النخبوي والتعليم العام

عرضت تجارب رائدة من العالم الإسلامي:
الشيخ المجتبى بن شهاب الأندونيسي قدّم نموذجًا من مدارس شرق آسيا وجمعية «نهضة العلماء».
الشيخ عبد الأحد السورتي عرض تجربة المدارس النظامية في الهند وتاريخ «دار العلوم ديوبند».
الشيخ عمر فاروق قورقماز تناول تجديد المناهج في المدارس التركية بين الأصالة والتطور.


الجلسة الثانية: المنهجية في تدريس علم الحديث بين الأصالة والتجديد

قدّمها الدكتور محيي الدين عوامة، فاستعرض تطور علم الحديث منذ ابن الصلاح إلى ابن حجر، وبيّن الأسس المنهجية التي اعتمدتها دار الحديث العوامية في إعداد مقررات علم الحديث، مبرزًا أهمية التدرج، والتشجير، والتكامل بين الرواية والدراية.

الختام والمقابلة الخاصة

اختُتم الملتقى بمقابلة علمية مؤثرة مع فضيلة العلامة محمد عوامة أجراها الدكتور عصام عيدو، تناول فيها قضايا التدرج في طلب العلم وآداب التلقي، محذرًا من التسطيح العلمي والقفز على المراحل، مؤكّدًا أن «العلم لا سلطان له إلا أدبه».

ثم توالت كلمات ختامية في العلم النافع والتزكية ألقاها الشيخ محمد عبد الله رجو والشيخ أدهم العاسمي وغيرهما من العلماء.


خلاصة:

إن «رشفات» ليس مجرد تقرير علمي، بل وثيقة فكرية وتربوية تحفظ ملامح مدرسة علمية رائدة، تجمع بين أصالة التراث وروح العصر، وتؤسس لنهضة معرفية عالمية في تعليم العلوم الإسلامية.

فهو شاهد على تلاقح الفكر بين علماء الأمة، وعلى روح الوحدة التي تجمعهم حول القرآن والسنة والعلم النافع.

إنه بحقّ رشفاتٌ من بحار العلم، ونفحات من أنفاس العلماء، وعنوان مرحلة جديدة في خدمة الشريعة الغراء.


بقلم: عبد الله فهيم السلهتي

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

أبحاث ذات صلة

يمكنكم تحميل الأبحاث بعد الإطلاع عليها