التقديم للبحث:
هذا البحث دراسة إرشادية تناولت هذا الاسم العظيم (الرحمن) من زوايا متعددة، بأسلوب علمي رصين يجمع بين التفسير الموضوعي، والبحث العقدي، والدلالة اللغوية، والثمار الإيمانية والعملية.
من أهم القضايا والمسائل التي عالجها البحث:
الورود القرآني للمفردة: ذكرت الدراسة أن اسم الرحمن ورد في القرآن الكريم 169 مرة، منها 55 في البسملات، وأكثر سورة ورد فيها هي سورة مريم حيث تكرر 16 مرة، ثم سورة الزخرف. وقد أفردت المؤلفة تتبعًا سياقيًا لهذه المواضع، مبينة ما فيها من دلائل إيمانية وتربوية.
البعد العقدي: أبرزت أن "الرحمن" اسم جامع لمعاني الرحمة العامة والشاملة، وهو من الأسماء المختصة بالله تعالى، لا يُطلق على غيره. وقد ناقشت الدراسة موقف المشركين من هذا الاسم وإنكارهم له، ومواقف المذاهب الكلامية المخالفة كالجهمية.
البعد التفسيري واللغوي: تطرقت المذكرة إلى كون الرحمن اسم ذات أم مشتق من الرحمة، ورجّحت أنه مشتق على صيغة المبالغة الدالة على وفور الرحمة، وأنه أوسع من معنى "الرحيم". كما عرضت أقوال المفسرين في الفروق الدقيقة بين الرحمن والرحيم.
ثمار معرفة الاسم: بيّنت الآثار الإيمانية والتربوية المترتبة على معرفة اسم الله الرحمن: كالتخلق بالرحمة مع الخلق، والخشية منه في الغيب، وعدم اليأس من رحمته الواسعة، والشعور بالسكينة عند الشدائد، فضلاً عن أثره في تهذيب السلوك والتعامل مع العصاة برفق ولين.
صفات عباد الرحمن: خصصت الدراسة مساحة واسعة لشرح صفات عباد الرحمن الواردة في سورة الفرقان، من التواضع، والقيام بالليل، والإنفاق المعتدل، واجتناب الفواحش، والبعد عن لغو القول، والدعاء للأبناء بالصلاح، مما يجعلهم قدوة للمؤمنين.
أبعاد روحية وحضارية: ختمت الدراسة ببيان أن استحضار معنى الرحمن يرسخ في قلب المؤمن الطمأنينة والتوازن بين الخوف والرجاء، ويجعله أكثر عطاءً ورحمة في مجتمعه، مستلهمًا من رحمة الله الشاملة التي وسعت كل شيء.
وبذلك جاء هذا البحث لوحة متكاملة تجمع بين التحليل العلمي والتذوق الإيماني، لتضيء للقارئ معاني اسم الرحمن، وتكشف عن أسراره في القرآن الكريم، وتدعو إلى التخلق بآثاره في الحياة.
بقلم: أحمد عمر النعمة
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
