مقدمة في أصول التفسير.. للإمام ابن تيمية

مقدمة في أصول التفسير.. للإمام ابن تيمية

التصنيف: التفسير وعلوم القرآن
الجمعة، 5 ذو القعدة 1446 هـ - 2 ماي 2025
148
تحميل البحث

التقديم للبحث:
يدور هذا البحث حول مجموعة من القواعد الأصولية التي تُبنى عليها عملية تفسير القرآن الكريم. وقد رتّب ابن تيمية رسالته في عدة فصول، كل فصل يعالج أصلًا مهمًا من أصول الفهم والتفسير، ويُبين فيه الخطأ والصواب، والغث والسمين، في أقوال المفسرين.



ومن أبرز محاور الرسالة:
إثبات أن النبي ﷺ بيّن لأصحابه معاني القرآن كما بيّن لهم ألفاظه، وأن تفسيره صلى الله عليه وسلم هو المصدر الأول في فهم الكتاب، وأن الصحابة تلقوا هذا البيان وأدّوه بدقة ووعي.

بيان أن الاختلاف بين السلف في التفسير قليل، وإن وُجد فإنما هو من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد، وقد ضرب لذلك أمثلة بيانية رفيعة تدل على بُعد نظره في جمع الروايات وتفسيرها.

النقد العلمي للطرائق المنحرفة في التفسير، وخاصة تفسير الفرق الكلامية كالرافضة والمعتزلة والباطنية، حيث ناقش طريقتهم في التأويل العقلي، وبين خللها من جهة مخالفة النصوص وفهم السلف.

التمييز بين أقسام الاختلاف في التفسير: فقد فرق بين الاختلاف المشروع الذي ينبني على تنوع العبارات وتعدد وجوه الدلالة، وبين الاختلاف المذموم الذي يرجع إلى الأهواء والتحكم العقلي.

إبراز منهج السلف في تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة فالتابعين، وهو المنهج الذي تبناه ابن تيمية ودعا إليه، وأثبت بالأمثلة تفوقه على المناهج العقلانية المتأخرة.

التحذير من الإسرائيليات والمرويات الضعيفة التي دخلت في كتب التفسير من غير تمحيص، وبيان أثرها في تشويه المفاهيم القرآنية.

كان لهذه الرسالة أثر بالغ في أوساط العلماء والمفسرين بعد ابن تيمية. فقد اعتمد عليها تلميذه الحافظ ابن كثير وجعلها مقدمة لتفسيره الشهير، كما أفاد منها الزركشي في "البرهان" والسيوطي في "الإتقان"، ونقلوا منها أصولًا كثيرة دون تصريح أحيانًا.

تهدف هذه الرسالة إلى إحياء منهج السلف الصالح في فهم كلام الله تعالى، وتجريد التفسير من العوائق التي علقت به من كلام الفلاسفة والمتكلمين، وتحرير هذا العلم من التبعية للتصورات العقلانية التي ابتعدت عن منهج الوحي.

كما تسعى إلى بناء عقلية مفسِّرة قادرة على التمييز بين المروي المقبول والمردود، وبين التأويل الراشد والتفسير الفاسد، وتدريب القارئ على التأمل في النص القرآني بوعيٍ علميّ، وروحٍ تقيّة، ونظرٍ منهجي.


تحقيق وتعليق: د. عدنان محمد زرزور

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

أبحاث ذات صلة

يمكنكم تحميل الأبحاث بعد الإطلاع عليها