ضبط الفقهاء المقدار المطلوب غسله من الوجه من منبت الشعر فوق الجبهة الى أسفل الذقن طولا وما بين الأذنين عرضا، وهذا القدر متفق على وجوب غسله بين الفقهاء، وإنما حصل خلاف بين الفقهاء فيمن نبتت لحيته وما يتصل بها من العارض و العذار، ولا يعنينا كثيرا بيان الفارق بينهما، إنما تعنينا الأحكام، وأهمها هنا مسألتان:

الأولى: غسل البشرة تحت شعر العذار و العارض وعموم اللحية، فإن كان الشعر خفيفا فيجب غسله وإيصال الماء الى البشرة، وإن كان الشعر كثيفا فيكتفى بغسل ظاهره ولا يشترط إيصال الماء إلى البشرة، وفي كل حال فإن تخليل اللحية الكثيفة سنة. 

الثانية: غسل البياض ما بين الأذن والعذار أو العارض: حيث يرى بعض الفقهاء أن غسل هذا الجزء اليسير يسقط بعد نبات اللحية وشعر العذار، ولكن الجمهور على أنه لا يسقط و يبقى مطلوب الغسل كما كان قبل نبات اللحية، وهذا هو الأحوط، والله أعلم